مدونة سيف بن سعيد العزري


طوفان الأقصى، مواقف وعبر، (٦) دحض الإشاعات

سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI


14/10/2023 القراءات: 307  


أشاع الجيش الصهيو.ني عدة إشاعات في #طوفان_الأقصى من أهمها كذبة قطع المقاتلين لرؤوس الأطفال،،،

ولعلّهم يبتغون بذلك تأليب الرأي العالمي خاصة لدى ساسة الدول الكبرى طلباً لدعمهم، والرأي الداخلي لدى شعبهم طلباً لتأييدهم،،،

وللأسف فقد آتت هذه الكذبة بعض ثمارها، حيث انطلت على الكثيرين، حتى على مستوى قادة الدول الكبرى، وبذلك استطاع الكيا.ن الصهيو.ني استلال قرارات الدعم العالمي من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وعموم الاتحاد الأوروبي.

وقد بقيت تلك الشائعة تنشرها وسائل الإعلام المتنوعة، حتى بعد أن ظهر زَيَفُها وبانَ كذبُها، وأصبح من ورّى شعلة جذوتِها يصرّح بأنه لم يشاهد شيئاً من ذلك، وتبيّن أنّ المصدر كان هو الجيش الصهيو.ني نفسه،،،

“إن الحرب الحديثة تعتمد على بثّ الإشاعات المثيرة لتصديع الصفوف وبلبلة الافكار، وقسم بث الإشاعات من أهم أقسام شعب الاستخبارات في تشكيلات الجيوش، وهي أسلوب من أشد أساليب الحرب النفسية فتكاً” (الرسول القائد).

وما أشبه موقف الكيا.ن الصهيون.ني هذا بموقف المشركين من قريش حينما قدم الرسول الكريم - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - للعمرة عام الحديبية، فقد أشاعت قريش أنّ المسلمين قدموا للقتال في الحرم؛ وذلك بغية تأليب الرأي العام، واستطاعوا بهذه الإشاعة ضمّ بعض القبائل إلى صفّهم لمقاتلة المسلمين، ومن أولئك الأحباش، وهم من أشدّ الناس بأساً وأشدّهم تعظيماً للبيت الحرام.

وكان من حكمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن بادر إلى تبديد هذه الإشاعة، مرّةً بالقول، كما فعل مع بُديل بن وَرقاء الخزاعي، حيث بيّن له بأنهم ما جاؤوا لقتال، وإنما جاؤوا معتمرين، ومرّةً بالفعل، كما فعل مع رجل من كنانة، لمّا
أشرَف على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: “هذا فلانٌ من قوم يُعظِّمون البُدنَ فابعثوها له”، وكانت الإبل مقلّدة (أي وُضع عليها علامة تدلّ على أنها هديٌ يُراد ذبحه تقرّباً لله تعالى بعد أداء المناسك)، فبعثوها واستقبله المسلمون ملبّبين، فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيت، فقد علم بذلك أنّ المسلمين جاؤوا معظّمين للبيت الحرام بزيارته، لا منتهكين لحرمته بالمقاتلة فيه كما أشاعت قريش.

وبعد أن تبدّدت فقاعة الإشاعة خرج الأحباش من التحالف مع مشركي قريش.

فالعبرة من ذلك:
أنّ الجهاد إذا كان واجباً على أمة الإسلام في هذه الأيّام - كلٌّ بما يستطيع - فإنّ الجهاد بالكلمة لدحض هذه الشبهات هو من أبرز أنواع الجهاد، فليسْعَ كلّ فرد في الأمّة للجهاد بالكلمة، وما أيسرَه في هذا الزمان، وذلك بكافّة الوسائل المتاحة في وسائل الإعلام المختلفة، بصنع المحتوى ونشره أو إعادة النشر له والإعجاب به ونحو ذلك،،،

ولا يحتقرنّ الواحد صوته، فالكلمة بجنب الكلمة تشكل طوفاناً من الكلمات، كما أنّ القطرة بجنب القطرة نشكلّ طوفاناً من المياه.

سيف بن سعيد العزري
ليلة الأحد 29 ربيع الأول 1445هـ،
الموافق له 15 أكتوبر 2023م.


طوفان الأقصى، فلسطين، غزة، إشاعة، قطع رؤوس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع