باحث طه ياسين محمد الزيباري


دور الإسلام والأخلاقيات في الوقاية من الإيدز ومكافحته

باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari


27/11/2023 القراءات: 467  


الإيدز هو مرض فيروسي يصيب الجهاز المناعي للإنسان ويؤدي إلى تدهوره تدريجياً، وهو من أخطر الأمراض التي تنتشر في العالم. وبالنظر إلى خطورة هذا المرض، يجب أن نبحث عن سبل للوقاية منه ومكافحته. ومن المهم جداً أن نلقي الضوء على دور الإسلام والأخلاقيات في هذا الصدد.
تعتبر الأخلاقيات والقيم الإسلامية من أهم العوامل التي تساهم في وقاية الأفراد من الإيدز ومكافحته. فالإسلام يحث على الحفاظ على الصحة والنظافة الشخصية، ويشجع على تجنب الممارسات الخطرة التي قد تؤدي إلى انتقال العدوى. وفي هذا السياق، يُعتبر الإسلام مؤيداً للوقاية والعلاج من الأمراض، ويشجع على التوعية والتثقيف حول الأمراض المعدية.
من القيم الإسلامية التي تساهم في وقاية الأفراد من الإيدز هي قيمة العفة والزواج الشرعي. فالزواج الشرعي يحمي الأفراد من الممارسات الجنسية الخطرة ويقلل من انتقال العدوى. كما أن الإسلام يحث على الوفاء بالعهود والتزام الوفاء بالشريك الحياة، مما يقلل من انتقال العدوى بين الأزواج.
بالإضافة إلى ذلك، تشجع الأخلاقيات الإسلامية على التعاطف والرعاية مع المرضى، وتحث على دعمهم وتقديم العون لهم. وهذا يساهم في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين بالإيدز ومكافحة انتشار المرض.
علاوة على ذلك، تشجع الأخلاقيات الإسلامية على التوعية والتثقيف حول الأمراض المعدية، وتحث على اتباع الإجراءات الوقائية والنظافة الشخصية لتجنب انتقال العدوى. وهذا يساهم في توعية الأفراد حول أهمية الوقاية والحد من انتشار الإيدز.
من الواضح أن الإسلام والأخلاقيات تلعب دوراً هاماً في الوقاية من الإيدز ومكافحته. ولذلك، يجب على المجتمعات الإسلامية أن تعمل على تعزيز هذه القيم والمبادئ وتشجيع الأفراد على الالتزام بها، من أجل الحد من انتشار هذا المرض الخطير.
بالإضافة إلى دور الإسلام والأخلاقيات في وقاية الأفراد من الإيدز، يجب أيضًا أن نشجع على البحث العلمي والتطوير التكنولوجي للعثور على علاجات فعالة لهذا المرض. يجب أن تعمل الحكومات والمنظمات الصحية على توفير الرعاية الصحية والدعم النفسي للمصابين بالإيدز، وتشجيع الفحوصات الدورية والتشخيص المبكر لتقديم العلاج المناسب.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نعمل على تغيير النمط الثقافي والتوعية حول الإيدز، وتشجيع الحوار المفتوح والصريح حول الصحة الجنسية والوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً. ينبغي تشجيع الشباب على تبني السلوكيات الصحية والمسؤولة وتوفير المعلومات الدقيقة حول الوقاية من الإيدز وكيفية الحماية الشخصية.
فقد أشار القرآن الى الطب وما يتبعه من المحافظة على الابدان في آيات كثيرة منها قول الله جل وعلا : {ومن كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيّام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (البقرة : 185) تدعو هذه الآية المريض الى المحافظة على نفسه بالابتعاد عما يشق عليه كالصوم في السفر او في الحضر.
ومن الآيات التي تشير الى الطب وصلاح الأبدان قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة} (البقرة : 195) وقوله جل وعلا : {ولا تقتلوا أنفسكم} (النساء : 29) وقوله تعالى : {ويُحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث} (الأعراف : 157). ويشير الى دور القرآن الكريم في شفاء النفوس والقلوب والصدور قول الله جل وعلا : {يا أيّها الناس قد جاءكم موعظة من ربّكُم وشفاءٌ لما في الصّدور وهدى ورحمة للمؤمنين} (يونس : 57).
أما السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم فقد أشارت الى مسؤولية الفرد والجماعة في خصوص عملهم في أجسادهم وأجساد الآخرين. وهذا وارد في قول الرسول ص : «لا تزل قدما عبد حتى يسأل عن عمره في ما أفناه وعن كلمة في ما علم وعن ماله من أين اكتسبه وفي ما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه».
وقد لقي هذا العلم اهتماما كبيرا من قبل علماء الشريعة فقد نص عليه الإمام مالك (179ه/795م) في الموطأ وتحدث عنه الامام الشافعي (204ه/719م) في الجزء السابع من كتابه «الأم» وقد قال في هذا الباب : «صنفان لا غنى بالناس عنهما : العلماء لأديانهم والأطباء لأبدانهم» والطب يندرج في نطاق المقصد الشرعي العظيم وهو المحافظة على الضروريات او الكليات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسب أو النسل.
قد يصيب الانسان أحيانا ضعف فيستجيب لشهوات النفس من أكل وجنس وغير ذلك استجابة بلا حدود فيترتب على ذلك أضرار في صحته وفي نفسه وماله وعرضه وعمله وأسرته.
هذا المرض وقعت أول اصابة به في أمريكا سنة 1981 فقد أُصيب به مواطن أمريكي مدمن مخدرات وشاذ جنسيا، وقد انتشر المرض بسرعة مذهلة وعمّ القارات الخمس وأصاب الرجال والنساء والأطفال. بلغ عدد الاصابات الآن حوالي سبعين مليون شخص في كامل بلدان العالم، وبلغ عدد الموتى في العالم بسبب هذا المرض أكثر من عشرين مليونا وبلغ عدد من يتوفون يوميا في العالم ثمانية آلاف وبلغ عدد من يصاب يوميا بفيروس نقص المناعة المكتسب في العالم ستة عشر ألفا اي بمعدل ست حالات في الدقيقة الواحدة.
وقد ترتب على ذلك وجود عشرة ملايين يتيمم في العالم بسبب وفاة آبائهم بداء نقص المناعة المكتسب. ولهذا اعتبر مجلس مجمع الفقه الاسلامي. هذا المرض مرض موت وذلك في قراره رقم (94/7/90). هذا المرض ذو خطر مزدوج فهو يتجه الى صحة الانسان فيدمرها ويتمكن من نفسه ومشاعره فيلحق بها العذاب والضيق الشديد والاضطراب المزعج. ويتجه هذا المرض الى القيم الاخلاقية فيدوسها لأنه ينتج في غالب الاحيان عن انحراف في السلوك يظهر بصفة خاصة في الشذوذ الجنسي وفي الزنى وفي تناول المخدرات والادمان عليها خصوصا اذا وقع ذلك في نطاق جماعات(الدكتور : محمد الطاهر الرزقي)

باختصار، الوقاية من الإيدز ومكافحته تتطلب جهوداً متكاملة من الجوانب الدينية والثقافية والعلمية والصحية. يجب أن نعمل معًا كمجتمعات لتعزيز الوعي والتثقيف وتشجيع السلوكيات الصحية للحد من انتشار هذا المرض الخطير.


دور، الاسلام، مرض، الايديز


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


إن التربية الوقائية أفضل الوسائل التربوية في مكافحة هذا المرض العصري.


د.عثمان محمد حامد العالم: بكل تأكيد دكتورنا الفاضل، سعدنا بمروركم الكريم