مدونة أ.م.د. عبادي عبدالعباس حمود الزيادي


يجب تصحيح المسار الديني:

أ.م.د. عبادي عباس حمود الزيادي | Dr.Ebadi Abdul Abbas Hammoud Al-Ziyadi


04/01/2023 القراءات: 1182  


يجب تصحيح المسار الديني:
على المسلمين جميعاً إنْ أردتم رضى الله،وتتبع دينه الصحيح،ارجعوا إلى كتاب الله وحده،وما وافقه من الحديث النبوي الشريف، واتركوا مسألة الكتب الصحاح لدى الجانبين التي تمجد أشخاصاً وتجعل منهم في مصاف الأنبياء،سواء أكانت(الستة) لدى السنة ،أو الأربعة لدى الشيعة، فصدقوني هذه الكتب وما أدعي أنها صحاح هي لمؤلف واحد من الجهتين وجميعهم من الفرس ، وألفت في وقت متقارب، وبسببها تفرقت الأمة الإسلامية وتشتت ، بعد أن كانت هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم في عصرها ، فالرشيد يخاطب الغمامة بقوله (أينما تمطري فخراجك لي) وهذا دليل تفرده بالسلطة العالمية ، لكن بعد أن دسَّ الفرس المعروفون بالخبث الشديد أنوفهم في الدولة الإسلامية التي ترامت أطرافها ثأراً لهزيمتهم في القادسية الأولى ،نهجوا إلى كتابة حديث الرسول (ص) بعد أن نهى عن كتابته في أول الإسلام ، فوضعوا كثيراً من الحديث من جيوبهم الخاصة بما يخدم مصلحتهم لدى الطرفين الذين لم يكونوا متفرقين عقائديا، ولكن أصابتهم التفرقة في الرغبة للأشخاص فاستغل الفرس خبثهم ، بدعمهم هذا الطرف ووضع أحاديث تناسب رغبة مريديه ، وأيضا وضع أحاديث للطرف المقابل بما يتناسب مع رغبات مريديه -وهذا يذكرنا بما نحن فيه الآن ، إذْ أن الفرس أتوا بداعش خفية ، وصنعوا لها ما يقابلها من الجهة الأخرى ، ولكن المصدر واحد- لذلك لم تحدث معارك حقيقية بين الشيعة والسنة إلا بعد تولي الدولة البويهية السلطة في العراق وبالضبط في سنة (352 هـ)، فهنا يجب على المتصدين للدين ترك الصحاح والوثوق بها 100% ، وأخذ منها ما يناسب نصوص القرآن الكريم حسب ، وترك تلك النصوص التي تمجد فلاناً أو علانا، لأنَّ القرآن الكريم من الفاتحة إلى الناس يؤكد على طاعة العبد لربه ، ويجعل الرسل والأنبياء والملائكة والكتب هي وسائل لمعرفة عبادته ، وليس أن نترك صاحب العبادة الأصلي ونعبد ما دونه الذين هم وسائل لتوصيل أوامره ونواهيه جلَّ شأنه، فما نقوم به الآن من الطرفين هو دفاع عن أشخاص هم متفقون ولم يختلفوا ، فنحن تركنا عبادة الله ، وذهبنا كل يأتي بدليله ليعبد صاحبه الذي أعلوا شأنه الفرس إلى مصاف الرب ، ونسي أن الرب طلب عبادته وحده لاشريك له ، فمسألة اختلافنا ليس في خالقنا ولا في رسله أو ملائكته أو كتبه قال تعالى :?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ? [النساء: 136]،وقال في سورة البقرة :{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285]، بل اختلفنا في أشخاص قال عنهم ربُّ العباد {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ? ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}التوبة 100 ،فأولئك أناس أدوا ما عليهم ولم يختلفوا فيما بينهم ، بل هم على أشد درجات الإتفاق في الرأي وهم أقارب وأولاد عم ، وبينهم تزاوج وعلاقات متينة جدا، وليس علينا نحن في هذا الزمن البعيد عنهم إلا أن نترضى عليهم، ونحبهم في الله ، ونترك الأحاديث التي جعلت بينهم خلاف بعد ابتعادهم عنّا، وعدم تواجدهم معنا الآن ، أما أن نشركهم بعبادة الله ونجعل منهم من يدير الكون بضغطة زر، أو غير ذلك فهذه الأشياء تبعدنا عن عبادة الخالق إلى عبادة المخلوق الذي يعدُّ شركا، وعسى الله أن يجنبنا الفكر الهدام الذي يذهب بنا إلى ضلال بعيد...


الصحاح ، البويهية ، الشيعة ، السنة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


موضوع جميل يستحق القراءة