مدونة محمد كريم الساعدي


آراء غربية في التفوق الحضاري على الآخر الجزء الأول

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


18/08/2024 القراءات: 6  


يعد المؤرخ والفيلسوف الفرنسي (أرنست رينان 1823-1892) من الذين يركزون على التفوق الحضاري، والذي عمل على ارجاع التفوق الى العالم الغربي من خلال الصراع الحضاري بين الشعوب السامية التي يرجع لها الاسلام والشعوب والآرية التي يرجع لها بعض الاقوام الاوربية المتفوقة عرقياً ،ورأى (رينان) في المحاضرة ، التي القاها عن (الاسلام والعلم) ، التي يستمد فيها أفكاره من (فولتير) ، إذ يقول: " أنّ العقل الشرقي غير قادر على التفكير المنطقي والفلسفة ، وكان ذلك سبباً في الوقوف من دون تطور العلم والمعرفة في العالم الاسلامي. كان العلم القليل والفلسفة اللذان جاء بهما المسلمون نتاجاً لثورة على الاسلام"(1) ، والذي هو - على وفق رأي (ارنست رينان)- دين بعيد عن التفكير والابداع التي أصبح من سمات الأمم المتقدمة ، لكن الإسلام أسهم في جعل الشعوب التي دخلت تحت رايته من العيش في التخلف و انحدار نحو الهاوية ، والجهل والابتعاد عن المعرفة و التقدم ، والإسلام على وفق تعاليم الرسول (ص) لا يتناسب مع المعرفة والعلم والتطور ، بل هو دين استند الى تعاليم دينية ابعدته كل البعد عن حقيقة التقدم ، لهذا السبب يرى (رينان) أنّ المسلمين "هم أول ضحايا الاسلام ، تحرير المسلم من دينه هي افضل خدمة يمكن للمرء أنّ يقدمها له"(2) ، وهذه الخدمة هي إبعاد المسلمين عن حضارتهم وديانتهم وانتمائهم لنبيهم . وهنا نسأل (أرنست رينان) هل هذه الاطروحة التي تقول بها معتمدة على دراسة الاسلام بشكل صحيح ،ومن داخل المنظومة الاسلامية نفسها ؟ ، اي هل اطلع (رينان) عل (القران الكريم) ودرسه بشكل علمي سليم ، دون أنّ يعتمد على اراء الاخرين فيه؟ و هل درس حياة الرسول الكريم (ص) من نفس مصادر المسلمين انفسهم ؟ أم تأثير بأقوال الآخرين ، كما هو تأثيره برأي (فولتير) ،أو غيره من المنظومة المعرفية الغربية التي وضعته بالضد من الإسلام ورسوله الكريم (ص)؟ ، هذه التساؤلات و غيرها عادة ما تكون بعيدة عن المفكرين الغربيين ، فهم فقط يدرسون الإسلام وحياة الرسول من خارج الاسلام متأثرين بآراء بعيدة عن الاسلام نفسه ، لذلك كانت نظرة (ارنست رينان) عن الرسول محمد (ص) تناقض الحقيقة وبعيدة عن صفات الرسول (ص)، اذ يرى (رينان) في الرسول محمد (ص) تناقض الحقيقة و بعيدة عن صفات الرسول محمد(ص) ، اذ يرى (رينان ) في الرسول وحسب رأي نسبه الى المسلمين بأنهم "اعترفوا أنّ الرسول في مناسبات عدة كان اكثر استجابة لرغباته منه الى واجبه ، رينان الذي نظر الى القران الكريم كثورة ادبية بقدر ما هو ثورة دينية ، خلص الى أنّ الحركة الاسلامية حصلت دون إيمان ديني ، وأنّ النبي لم يقنع سوى أناس قليلين في الجزيرة العربية(. . .) ، يقول رينان (ايضا) : كل أنسان يتمتع بالحد الأدنى من الاطلاع على شؤون العصر يرى بوضوح الدونية الحالية للبلدان الاسلامية و الانحطاط الذي يميز الدول التي يحكمها الاسلام و البؤس الفكري للأعراق التي لا تقتبس ثقافتها و تعليمها الا من هذه الديانة" (3) .
إنّ آراء (رينان) تكشف عن عدد من النقاط التي يراها في الاسلام و رسوله الكريم (ص) وهي كالاتي :-
اولاً- إنّ الاسلام هو دين يبعد العقل و يعتمد فقط على الطقس الديني ، وهذا ما يجعل الشعوب التي تعيش تحت سلطته هي شعوب متخلفة بعيدة عن التطور والعلم و المعرفة.
ثانياً- إنّ هذه الديانة تأتي على وفق ترتيب (رينان) المؤدلج في المراتب الدونية وهي منحطة وتعيش في بؤس فكري ، مما انعكس ذلك على الأعراق التي عاشت في ظلها ، فهذه الأعراق هي الصورة الطبيعية للدين الاسلامي وافكار الرسول (ص) ، و خير دليل يراه (رينان) البلدان الاسلامية و ثقافتها المستمدة من هذه الديانة.
ثالثاً- إنّ هذه الافكار والثقافة الاسلامية التي أوجدها الرسول (ص) ،يراها (رينان) ما هي الا إستجابة لرغبات الرسول (ص) فقط وليست مستمدة من رسالة سماوية، وهذا ما ينقله (رينان) عن المسلمين و رأيهم برسوله وكما يزعم ، وفي هذه الصورة تَجني كبير ، كون (رينان) نفسه قد تأثر بآراء غربية صورت الرسول (ص) في صورة مشوه قائمة على الرؤية من خارج الاسلام ، أي نظرة غربية بعيدة عن الموضوعية في هذا المجال .


الحضارة ، الآخر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع