مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب


علماء مكتبة الاسكندرية قديما

احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem


06/02/2024 القراءات: 144  



كانت العلوم والمعارف قبل مكتبة الإسكندرية إقليمية لحد بعيد، ولكن بفضل إنشاء المكتبة أضحت المعرفة عالمية، فقد كانت التربة الصالحة التى احتضنت الفكر الإغريقى وغيره، ولم تكن المقتنيات فى المكتبة مقصورة على مدرسة معينة، ولكنها كانت وطنية لكل المدارس وعالمية لكل الثقافات والحضارات، فلم تنحز لمدرسة فكرية دون الأخرى أو لحضارة دون غيرها كانت تمثل تعددية فكرية وتجاورا حضاريا ما أمسسنا فى الاحتياج إليه، الآن معلمة العالم لغة التجاور والحوار ومن بين أهم علماء المكتبة قديما:
ديونيسيوس (١٠٧-٦٨) م
وضع أول كتاب عن نحو وصرف اللغة اليونانية وامتد نفوذ هذا الكتاب إلى أن أصبح نموذجا للنحو والصرف فى الإمبراطورية الرومانية، ثم للهجات الشائعة فى العصور الوسطى وعصر النهضة.
وقد كتب كتابا «التقليد فى الكتابة» وعن «التعليق على الخطباء القدماء» وعن «النطق السليم»، وهو الكتاب الوحيد عن مبادئ تكوين الجمل وعن النطق الصحيح والصوتيات، ويعرف اللغويون المعاصرون الكلام على أساس كتابات ديونيسيوس بأن له أربعة مكونات: أولها علم الأصوات الكلامية، ثم الصرف، ثم تركيب الجمل وإعرابها، ثم دلالات الألفاظ وتطورها.
بطليموس (٨٥-١٦٥) م
ولد فى جنوب مصر وتوفى فى الإسكندرية. هو كاتب «الماجستى» وهو الكتاب الذى ظل أهم مراجع علم الفلك على مدى ١٤ قرنا والى جانب «الماجستى» وضع كتبا عديدة أهمها «الجغرافيا» وفيه حاول وضع ما هو معروف عن الكرة الأرضية بين خطوط الطول ودوائر العرض. ولكنه كتاب مليء بالأخطاء التى استعملها كولومبوس. ووضع كتابا آخر فى «البصريات» وفيه يقدم بعض الآراء عن الألوان والانعكاس والانكسار والمرايا المختلفة.
جالينوس (١٢٩-١٩٩) م
تعلم ودرس فى مكتبة الإسكندرية على مدى أكثر من عقد واكتسب فيها ما أنتجه من علم. تمكن فى مكتبة الإسكندرية من تشريح الحيوانات خصوصا نوعا من القردة يطلق عليه اسم بربرى، واختفى هذا النوع تقربا من العالم ما عدا بعض منه يعيش فى جبل طارق.
قام جالينوس إلى جانب هذا بتشريح الخنازير والماشية والماعز وطور بذلك أسس علم التشريح المقارن. درس جالينوس تشريح الأعصاب ووصف منها سبعة فى الرأس تعرف الآن باسم «أعصاب الجمجمة» ودرس أيضا العضلات والعظام ووظائفها وأثبت أن أحد الأعصاب هو المسئول عن الصوت وتمكن من قطع النخاع الشوكى فى مناطق معينة يتسبب فى أنواع مختلفة من الشلل.
ثيون ٣٣٥-٤٠٥م
ولد ومات فى الإسكندرية وعرف عنه أنه راقب خسوف القمر فى ١٦يونيو ٣٦٤ فى الإسكندرية، وأنه أيضا سجل كسوف الشمس فى ٢٥ نوفمبر من نفس العام، كان ثيون والدا ومربيا لابنته هيباشيا، وهذا فى حد ذاته عمل مجيد. ولكنه قام كذلك بالمراجعة والإضافة إلى كثير ممن سبقوه مثل بطليموس «الماجستى» وأعمال إقليدس المتعددة.
هيباشيا ٣٧٠-٤١٥
ولدت وقتلت فى الإسكندرية، وكانت عالمة فلسفة من المدرسة الأفلاطونية الجديدة وكانت أول سيدة بهذا المقام تعمل فى الرياضيات وكان أستاذها فى الرياضيات والدها ثيون، حاضرت هيباشيا فى الرياضيات والفلسفة، ودرست فلسفة أفلوطين إلى جانب فلسفة لامبليكوس مؤسس الفرع السورى لمدرسة الأفلاطونية الجديدة. وكانت هيباشيا بهذا تعتبر رمزا لالتقاء العلم والفلسفة، وهو وضع كان يعتبر فى هذا الوقت مؤيدا للوثنية، وأصبحت رئيسة المدرسة الأفلاطونية الجديدة فى الإسكندرية حوالى ٤٠٠ م وجذب جمالها وذكاؤها عددا كبيرا من المريدين وكان من أهمهم سينيسيوس الذى صار بعد ذلك أسقفا مهما.
فى عام ٣٨٠ أصدر الإمبراطور الرومانى «ثيودوسيوس» قرارات بمحاربة الوثنية والأريانية، وأصدر عام ٣٩١ استجابة لـ«ثيوفيليوس» أسقف الإسكندرية، تصريحا بتحطيم المؤسسات الدينية المصرية. استجاب المسيحيون لهذه الرغبة بتحطيم معبد السرابيوم ومكتبة الإسكندرية وبعد أن اعتلى كيرلس الأول كرسى البطريركية عام ٤١٢ م تجددت الفوضى، وتم قتل هيباشيا ٤١٥.


مكتبة الاسكندرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع