قصة عن صدق دعاء المضطر****
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
22/12/2023 القراءات: 493
ومن صدق دعاء المضطر ما حكاه عبد الواحد بن زيد البصري قال: يرسل التجار معه بتجارتهم إلى إخوانهم من البلاد، فخرج يوماً من البصرة يريد الكوفة، فعرض له رجل، فسلم عليه فقال: أين تريد؟ قال: أريد الكوفة لولا أني ضعيف لا أقدر على المشي كنت أسير معك، فإن شئت أعطيتك ديناراً، وتحملني على الدابة، فإني أراها مخفةً، وأراك رفيقاً حسناً، فرغب الرجل في الدينار، وحمله فسارا يومهما إلى أن عرض لهما طريقان، فقال الراكب لصاحب الدابة: أي الطريقين تأخذ، فقال له: الجارة لا أعرف غيرها، فقال له الراكب: هذه الأخرى أقرب وأسهل، فأخذ تلك الطريق، فأوقفهم على وادٍ موحشٍ عميت عليهم الطريق فيه، فقال صاحب الدابة: فأين الطريق؟ فوثب الراكب، وأخرج سكيناً عظيماً من وسطه، وقال: هذا هو الطريق، فقال له: يا أخي خذ الدابة وما عليها ودعني أنجو بنفسي، فقال له: الدابة وما عليها لي، وما أريد إلا قتلك، فقال له: إذا عزمت على قتلي فدعني أختم عملي بركعتين، فقال له: نعم، فتوضأ الرجل من ماء كان معه، وقام يصلي، فقرأ الحمد لله، وارتجع عليه، فلم يجد آية يقرؤها بعدها، واللص خلفه بسكينه، وهو يقول: تعجل فإني أكره قتلك في الصلاة، ففتح عليه، فقرأ: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه}، فرجع بها، فأجابه اللص من خلفه، نعم الساعة يجيبك، فما استتم من كلامه إذ خرج عليه من بطن الوادي فارس بيده حربة كأن طرفها شعلة نار، فطعن اللص طعنة خر ميتاً، والتهب ناراً، قال: فبادرت للفارس، وقبلت بحوافر الفرس، وقلت: بحق الذي أغاثني بك في هذا المقام، من أنت؟، فقال: أنا عبد من يجيب المضطر إذا دعاه، فاذهب حيث شئت فلا خوف عليك، قال: فرجعت إلى الطريق الذي كنت أعرف والسلام)).
دعاء- المضطر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع