مدونة بكاري مختار


هل تعـلمون كيـف مـات الإمـام البخـاري؟

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


30/06/2023 القراءات: 336  



تعرض الإمـام البخاري لاضطـهاد شديد في نهاية حياته من حكام المدن الإسلامية في شرق العالم الاسلامي وتحديدًا ( نيسابور - بخارى - سمرقند ) لأسباب كثيرة منها :
كان يرفض تعليم أبناء الحكام في قصورهم ويقول :
"العلـم يـؤتى ولا يذهـب بـه إلى الأبـواب"
وكان يحسده البعض بسبب شهرته وسيرته الحسنة.
وعندما بلغ الإمـام البخـاري ٦٢ عام، وصلته أوامر من حاكم مدينة نيسابور أن يغادر المدينة وانه غير مرغوب فيه.
فهاجر منها حتى وصل مسقط رأسه مدينة بخـارى، فاستقبله الناس على أبواب المدينة ورحبوا به، ولكن سرعان ما غضب من شهرته حاكم بخـارى، و وصلته رسائل من حاكم نيسابـور بضرورة طرد الإمـام من مدينة بخـارى أيضًا كما سبق وطُرد من نيسابـور.
فوصل مبعوث حاكم المدينة لبيت الإمـام البخـاري يطلب منه وبشكل عاجل أن يترك المدينة، وكانت الأوامر أن الآن يترك المدينة، لدرجة ان الإمـام لم يمهل أن يجمع كتبه ويرتبها.
فخرج من المدينة ومكث على مشارفها في خيمة له ثلاثة أيام يضبط كتبه ويرتبها ولا يعرف أين يذهب.
ثم تحرك الإمـام البخـاري في إتجاه مدينة سمرقنـد لكنه لم يدخل المدينة نفسها بل اتجه نحو قريـة من قراها أسمها خرتنك ليحل ضيفًا على أقاربه هناك بمرافقة إبراهيم بن معقل.
ولم يمر وقت طويل حتى وصل الحرس لأبواب البيت الذي نزل فيه الإمـام بأوامرهم من حاكم سمرقنـد هذه المرة أن لابد أن يخرج الإمـام البخـاري من نواحي سمرقنـد وقراها.
وكانت هذه ليلة عيد الفطر لكن الأوامر أن يخرج الآن وليس بعد العيد، فخشي الإمـام أن يتسبب بأي ضرر لأقاربه الذين أكرموه، فرتب له إبراهيـم بن معقل الكتب فوق دابته الأولى وجهز الثانية ليركب عليها الإمـام.
وخرج الإمـام البخـاري وهو يتحامل على ابن معقل، وهما يمشيان بإتجاه دابة الركوب وبعد ما يقارب الـ ٢٠ خطوة، شعر الإمـام البخـاري بالتعب أكثر فأكثر، فطلب من ابن معقل ان يمهله دقائق ليستريح، فجلس الإمـام البخـاري بجانب الطريق ثم نام.
وما هي إلا دقائق عندما أراد ابن معقل ان يوقظ الإمـام وجده قد فاضت روحه إلى الله
مات الإمـام البخـاري على جانب الطريق ليلة عيد الفطر يوم ١ شوال عام ٢٥٦ هجريا وهو مطرود من مدينة واخرى وثالثة وقد تجاوز عمره الـ ٦٢ عام محتسبًا لله عز وجل وليس منعمًا في القصور ولا الأموال ولا الجاه.
اليوم لا يعرف أحد من الناس أسماء حكام نيسابـور وبخـارى وسمرقنـد، لكن الجميع وبفضلٍ من الله يعرف من هو الإمـام البخـاري وفضله على المسلمين.
هذا هو الإمـام البخـاري رضي الله عنه وجعله من أهل الجنة.


الإمـام البخـاري، الموت


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع