مدونة دكتور هاني حامد عز الدين السيد


المعلم الركيزة الأساسية في عملية التعليم والتعلم

د. هاني حامد عز الدين السيد | Dr.HANI HAMED EZELDIN ELSAYED


10/11/2023 القراءات: 793  


يعتبر المعلم الركيزة الأساسية في عملية التعليم والتعلم، حيث يتم تأهيله مهنيا ليكون
لتعلم
مستعدا للتعامل مع المتعلم بطريقة مهنية تلبي احتياجات ا لديه، وإلمام المعلم بنظريات
التعلم التي من خلالها يستطيع أن يحدد الطرق التدريسية المناسبة للمتعلمين مهما اختلفت
احتياجاتهم وقدراتهم والفروق الفردية بينهم، وتمكن المعلم من فلسفة حدوث التعلم عند المتعلمين
تعتبر ضرورة وأساس مهم في قيامه بدوره بالشكل المطلوب ، وهذا يجعل من التدريس مهنة
ليست عشوائية ؛ بل لها أسس علمية واضحة منبثقة من نظريات تعلم تتيح للمعلم أن يقدم
علمية
تدريسه والطرق التي يستخدمها في التدريس بناء على أسس واضحة.
حيث يُعد المعلم أحـد الأطـراف الأساسـية في العمليـة التربويـة والعامـل الأسـاسي في تحديـد
مخرجاتهـا، وحيث أن التعليم أو التدريس هو ركيزة بناء البشر وهم القائمون والمستفيدون من
عمليات التنميـة، فـإن موقع المعلم ودوره يؤثر إلى حد كبير في صياغة الواقع والمستقبل ، و
وظيفة التدريس هي (إحداث التعلم) وهذا ما يعبر عنه في التدريس العملي، فلا بد من إحداث
إدراك ووعي لدى المعلمين حول نظريات التعلم (الزغلول, ، )2010وهذا ما تؤكده دراسة
(الصغير و النصار ، )2002بأنه مهما كان المنهج المدرسي شامخا وعناصره متكاملة فإنه لن
يجدي في حال غياب المعلم أو فقدانه للأسس النظرية التي تمكنه من أداء دوره بشكل مه َني
صحيح ، فالمعلم هو صانـع التغيير ، ولأن المعلم يعتبر أهم عنصر من عناصر عملية التعليم
والتعلم، فإنه بحاجة إلى امتلاك مجموعة من المهارات التدريسية الضرورية والكفايات التعليمية
لتنفيذ التدريس .
وتتمثل وظيفة المعملين أ - خصـوصـا في وقتنا ا ا - في مسـاعدة الطلاب في
ممارســة التفكير في مســتوياتها العليا، ونحتاج إلى تأكيد تلك الوظيفة في ظل ما كشــفت بعض
نتــائج الــدراســــــــــــــات والأبحــاث من اتجــاه المعلمين إلى تكريس جزء كبير من وقتهم في حــث
الطلاب على حفظ ا قائق والمعلومات بصــــــــــورة تجعلهم غير قادرين على مجاوزة المســــــــــتويات
الـدنيـا من التفكير. فبعض المعلمين يكتفي بكتـابـة ا قـائق أو المفـاھیم التربويـة وتعريفـاتهـا على
الســـــــــــــبورة وتلقينهــا للطلاب، أو يطلــب منهم مراجعتهــا في الكتــاب المــدرســـــــــــــي وحفظهــا.
( ،)Brown and Green,2015والســـــؤال الذي يبرز في ھذا الســـــياق ھو: ھل تعد هذه
الطريقة المناســبة والفعالة في إ رة الطلاب نحو ممارســة التفكير بعمق وفهم المادة العلمية وزيادة
قدرتهم على اســــــــتدعاء المعلومات؟، وهذا ما أكدته نتائج دراســــــــة كل من شــــــــارمين وبوكيدز
) بأن الطلابAbu-Hola,2005( )، ودراسة أبو هولاSherman & Boukydis,2020(
يتمكنون من المـادة العلميــة حينمــا يمتلكونهـا وذلـك بانغمــاســـــــــــــهم في عمليــة التعلم والتفكير
بأنفسهم وأخذ زمام المبادرة في ھذه العملية.
ومن هنا جاء اهتمام علماء النفس والتربية والتعليم بأهمية كيفية حدوث التعلم وبرزت
العديد من النظريات التربوية التي تحاول تفسير التعلم ومن ثم تبنى الفرضيات العلمية التي تساعد
في تطوير عملية التعلم وترتقي بمستوى التعليم وبسبب الاختلاف في تفسير عملية التعلم
وحقائق التعلم فقد اختلفت المدارس والنظريات وتعددت مداخلها وهو ما تشير اليه دراسة
سميث وراغن ( ،)Smith& Ragan,2005حيث أن أي عمل تربوي غير موجه توجيها
فلسفيا أو غير مستند الى إطار فلسفي أو بناء نظري سوف يؤدى لنشوء معلم يركن للعشوائية
غير الموجهة ومن ثم يقع تحت تأثير اجتهاداته العشوائية فلا يعرف إلى أي اتجاه سيصل ومن
ثم ليس في مقدوره أن يتنبأ بجوانب شخصيته التي تحتاج لتنمية وأي منهج من المناهج سيختار
وأي من طرائق التدريس تكون مناسبة لإنجاز ما يريد . وكيف يرى المعلم طبيعة التلميذ وحاجاته
ومتطلبات التعلم لديه، مما يؤكد إذن أهمية وجود فلسفه واضحة يستند عليها المعلم


المعلم الركيزة الأساسية عملية التعليم والتعلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع