مدونة الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف


تاثير الحرارة في نمو أشجار النخيل

الاستاذ الدكتور أياد العلاف | Dr. Ayad Hani Alalaf


04/07/2024 القراءات: 202  


تعتبر العوامل البيئية من أهم العوامل المحددة لزراعة وإنتشار أشجار النخيل في منطقة ما، وتعد درجات الحرارة من أهم هذه العوامل والتي تؤثر على مدى نجاح زراعة الاصناف المختلفة في العالم، وتتأثر درجة الحرارة بالقرب او البعد عن خط الإستواء وكذلك الارتفاع والانخفاض عن سطح البحر إضافة الى التضاريس الارضية .
ولكي تجود زراعة أشجار النخيل خاصة الاصناف الجافة فيجب توفر الصيف الحار الطويل ، ويختلف مدى تحمل الأشجار لإرتفاع او إنخفاض درجات الحرارة حسب عوامل عديدة من أهمها (عمر الاشجار، مدة التعرض لمثل هذه الدرجات الحرارية و الظروف البيئية التي قد تترافق مع هذه الدرجات) ، ويمكن لاشجار النخيل بدورها أن تتحمل ارتفاع درجات الحرارة حتى درجة (52 م°) ، وبالمقابل لا تتحمل الأشجار إنخفاض درجات الحرارة عن ( - 12 م°) ، ولكن وجد بأن أفضل معدل لدرجات الحرارة المناسبة للنمو الخضري للأشجار يكون بين ( 32 – 38 م°) ، في حين لوحظ بان الدرجة الحرارية التي يتوقف عندها نمو الأشجار هي الدرجة التي يطلق عليها (بدرجة الصفر البيولوجي) والتي تتراوح بين ( 8 – 9 م°) والتي عندها يتوقف انقسام الخلايا النامية وبالتالي قد يتوقف النمو بصورة عامة .
وفي الصيف تكون درجات الحرارة هي العامل المحدد لنضج الثمار ولكن لا تؤثر كثيرا في نمو الأشجار ، كما أن درجات الحرارة في نهاية الشتاء تؤثر ايضا في نمو الاشجار فكلما كان الجو دافئا كلما يؤدي الى التبكير في نضج الأزهار ونمو الثمار ، ولكي يستمر نمو الثمار بشكل جيد لا بد أن يبقى المتوسط الحراري اليومي أعلى من ( 18 م°) خلال المدة الممتدة بين اوائل شهر أيار وحتى نهاية شهر تشرين الاول .
ولقد وجد بأن أفضل درجة حرارة ملائمة لإنبات حبوب اللقاح تبلغ ( 35 م° ) ويقل الانبات في حالة إنخفاض درجات الحرارة عن هذا المعدل ، كما أثبتت العديد من الدراسات أن أشجار النخيل تتحمل إنخفاض درجات الحرارة حتى ( - 10 م°) مع التأكيد بأن درجة الحرارة ( - 12 م° ) تحت الصفر واقل من ذلك يؤدي الى تساقط الجزء الاكبر من الاوراق ، مع التأكيد بأن أشجار النخيل الكبيرة في السن يمكنها تحمل إنخفاض درجات الحرارة بدرجة كبيرة مقارنة بالاشجار الفتية وذلك بسبب غلافها السميك المكون من قواعد الاوراق والليف الذي يحيط بجذع النخلة والتي تجعلها معزولة عن المحيط الخارجي .
ويمكن تقسيم أصناف النخيل حسب درجة مقاومتها لإنخفاض درجات الحرارة الى :
1- أصناف قليلة المقاومة ( الحلاوي ، البريم ، الخلاص )
2- أصناف متوسطة المقاومة ( البرحي ، الديري ، الخضراوي )
3- أصناف عالية المقاومة ( الاشرسي ، الزهدي ، الخستاوي )
أما بالنسبة لمجموع المعدلات الحرارية التي تحتاجها أشجار النخيل منذ إزهارها وحتى تمام نضجها فتبلغ (5100م°) ، وقلما تزهر الاشجار إذا انخفضت درجات الحرارة عن (18 م°) في الصيف ، ولأجل نمو الثمار للأصناف الطرية يجب أن يكون متوسط درجات الحرارة (27 م°) خلال المدة من (مايس – نهاية أيلول ) ، في حين تحتاج الاصناف نصف الجافة والجافة الى متوسط حراري اعلى من ( 32 م°) خلال المدة نفسها .
وتتأثر درجات الحراة بمدى الإرتفاع عن مستوى سطح البحر ، حيث أن درجات الحرارة تنخفض بمقدار درجة مئوية واحدة لكل ارتفاع مقداره يتراوح بين (160 – 200 مترا) ، وتنجح زراعة الأشجار على المرتفعات حتى ارتفاع 1000 متر عن مستوى سطح البحر ، ولكن لا تنجح زراعتها في حالة الإرتفاع الذي يزيد عن 1500 متر ، كما أن أشجار النخيل المزروعة في الجهة الجنوبية تأخذ قدرا كبيرا من درجات الحرارة مقارنة بالاشجار المزروعة في الجهات الشمالية .


الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف . انتاج الفاكهة المستديمة الخضرة . جامعة الموصل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع