عبدالرحمن علي محمدأحمد النجار


التحول نحو الإدارة الإلكترونية في مؤسسات التعليم لمواكبة تحديات العصر الرقمي أ.د/ مجدي محمد يونس

عبدالرحمن علي محمد أحمدالنجار | ABDELRHMAN ALY MOHAMED AHMED ELNAGGAR


23/11/2023 القراءات: 456  


تحتم ظروف العصر الرقمي بمتغيراته التي نعيشها ، بذل مجهودات كبيرة في إنجاز الأعمال لمسايرة التغيرات السريعة والمتلاحقة في كل المجالات ، ولعل التفاعل الإيجابي مع هذه المتغيرات خاصة في مجال تقنية المعلومات الإدارية سوف يؤدي إلى الابتكار والإبداع في الأعمال، وما يؤدي إلى تحسن في الأداء الإداري والقدرة على سرعة الإنجاز، وتشير تجارب الدول التي لها السبق في الاستفادة من تطور تقنية المعلومات الإدارية ، إلى أن التجاوب مع متغيرات العصر الرقمي والاستفادة من تقنية المعلومات الإدارية وتطبيقاتها ، أدت إلى ظهور أساليب حديثة ومعايير متطورة للإدارة تختلف عن تلك الطرق التقليدية المتبعة، ولعل هذا ما حدا بالدول المتقدمة والنامية على حد سواء، إلى العمل باستثمارات كبيرة في إنشاء البنى التحتية الضرورية لتسهيل استخدام تقنية المعلومات الإدارية ، والتحول نحو الإدارة الإلكترونية، فلقد أصبحت تقنية المعلومات الإدارية عنصراً أساسياً ومهماً في كافة المؤسسات بمختلف أنواعها واختصاصاتها لكونها أداة مهمة في إنجاز الأعمال بشكل كفء ودقيق وسريع ، وكذلك لقدرتها على مواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها الثورة المعلوماتية ، مما يؤدي إلى زيادة حقيقية في كفاءة وفاعلية مؤسسات المجتمع.

فمنذ أواخر القرن العشرين ومع بدايات القرن الحادي والعشرين، حدثت طفرة هائلة في المجال التكنولوجي على المستوى العالمي، ترتب عليها ضرورة استخدام جميع المؤسسات لأنماط إدارية حديثة تواكب هذا التطور التكنولوجي، وبرز من بين هذه الأنماط ما أصبح يعرف بالإدارة الإلكترونية التي مكنت الكثير من المؤسسات ومنها المدارس من معالجة وثائقها وعملياتها الإدارية بطريقة الكترونية، أدت إلى انحسار المعاملات الورقية، والتخلي عن أساليب الإدارة التقليدية لتحل محلها الإدارة الإلكترونية. وبذلك تزايدت الحاجة لإجراء تحولات شاملة في الأساليب والهياكل والتشريعات التي تقوم عليها الإدارة التقليدية، لإتاحة الفرص لتطبيق الإدارة الالكترونية.

ومع هذا الإيقاع المتسارع في مجال تقنية المعلومات الإدارية، أخذت القناعات، والعادات القديمة في الإدارة تتهاوى أمام هذا الزحف التقني، مما اضطر أصحاب هذه القناعات إلى إحداث تغييرات جذرية بها، وأصبح جهاز الحاسب الآلي، وشبكات الاتصالات مثالين فرضا نفسيهما على الفكر الإداري المعاصر وأصبح لا غنى عنهما في أعمال الإدارة في مؤسسات المجتمع التعليمية وغير التعليمية ، رغبة في تحقيق جودة المخرجات ، وتوفير النفقات وسرعة الإنجاز ، وشفافية التعاملات.

وحتى يتسنى لمؤسسات التعليم مواكبة التطورات الحديثة والاستفادة من معطيات العصر، فإنه لابد من عصرنة الإدارة المدرسية، لتستفيد من تكنولوجيا المعلومات واعتماد أساليب إدارية حديثة تتسم بالدقة والمرونة في آن واحد على كافة المستويات الإدارية وذلك من خلال ميكنة الإدارة المدرسية وربط المهام الإدارية بشبكات الحاسب الآلي المحلية والعالمية، سعيًا لتحقيق سرعة الانجاز وفي ذات الوقت جودة الأداء الإداري.

ويكاد ينعقد الإجماع على أن التحول للإدارة الإلكترونية في المدارس لا يمكن أن تتحقق بدون تأهيل العناصر البشرية التي تتعامل مع التقنية الإلكترونية، والتي تتطلب الاهتمام بالتدريب لتنمية وتطوير القدرات التقنية والكفاءة العلمية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات لدى المديرين، من أجل مساعدتهم على الإلمام بما يحقق تطبيق الإدارة الإلكترونية والقدرة على التعامل معها بفاعلية، وهنا تأتي الحاجة الملحة لتدريب مديري المدارس على الاحتياجات التدريبية اللازمة للتعامل مع الإدارة الإلكترونية من خلال تقديم البرامج التدريبية المكثفة والموزعة والمتصلة بعمل المديرين في مدارس التعليم ، والتي ينبغي أن تنطلق من احتياجاتهم التدريبية التي تتعلق بمهارات التعامل مع الحاسب الآلي وكيفية التعامل مع الشبكات والتطبيقات والبرامج المتعلقة بالإدارة الإلكترونية ، وكيفية تخزين واسترجاع المعلومات والبيانات ، إلى جانب الاحتياجات المتعلقة بأمن المعلومات وسرية البيانات.
غير أن تطبيق الإدارة الالكترونية في مدارس التعليم العام في الدول النامية ما زال يواجه بالكثير من الصعوبات والمشكلات الناجمة عن عملية التغيير، والتي تحول دون الاستفادة من معطيات العصر التكنولوجية والقيام بدورها في التنمية والبناء التي تنشدها هذه الدول في كافة المجالات، مما أوجد فجوة بين إدارة التعليم واستخدام التقنية الحديثة، كما أدى الى وجود تباين واضح في جهود الإدارات المدرسية خلال تطبيقها للإدارة الإلكترونية وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى اجتهادات شخصية اثناء تطبيق الإدارة الإلكترونية.

من هذا المنطلق ظهرت الحاجة إلى هذه الورقة لتحديد كيفية الأخذ بتطبيقات الإدارة الإلكترونية في مدارس التعليم العام كمدخل لتطوير العمل الإداري بالمدارس لمواكبة متطلبات العصر الرقمي، ولتحقيق ذلك استعرضت الورقة الحالية للمحاور التالية:
- مفهوم الإدارة الإلكترونية وأهدافها وخصائصها وأهم عناصرها.
- المبررات التي تدعو الى التحول نحو الإدارة المدرسية الإلكترونية.
- مجالات تطبيق الإدارة الإلكترونية في المدارس.
- متطلبات تطبيق الإدارة الإلكترونية بالمدارس.
- المعوقات التي تحد من تطبيق الإدارة الإلكترونية في المدارس.
- المهارات اللازم توافرها في الهيئة الإدارية الإلكترونية في المدارس.
- الاحتياجات التدريبة اللازمة للعنصر البشري في الإدارة الإلكترونية.


التحول نحو الإدارة الإلكترونية في مؤسسات التعليم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع