د. عبدالناصر سعيد البركى


الاغتراب و التبعية و المعاصرة الغربية

د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki


13/02/2024 القراءات: 118  


لاشك بان الحضارة الغربية بكل صورها و اشكالها اضحت المهيمنة على العصر مما احتوت من ادوات السيطرة و التحكم و عناصر القوة و فرض لونها على جميع الالوان الثقافية الاخرى و يرجع ذلك الى القوة الاقتصادية و العسكرية و الاستراتيجيات المتبعة و التى تنتج خطط بعيدة المدى اعدت من قبيل خبراء و رجال الفكر الاجتماعى و السياسي لفرض واقع على الارض و الدخول فى الهيمنة بكل قوة و مجراة الثقافات الاخرى و تناغم معها بشروطهم و بطريقة التى تروج لهم ..ان الثقافة الغربية المبنية على العنصر المادى و اسسها الربح و التفوق دون مراعاة لاسس اخلاقية و دينية او قواعد اجتماعية و هذا ما نراه فى العالم الغربي و الذى يتجه منذ قرون نحو المادية و اقتصاد الحر و الاسواق المفتوحة و المبدا دعه يعمل دعه يمر..ان الانسان خلق من اجل عبادة الله و الرضوخ الى الوحدانية و التمسك بان الله واحد احد و من خلال تعاليم دينية و رسل من البشر اصطافهم الله من اجل هذه المهمة و ان هناك بعث و نشور و عقاب و حساب ..وان الاديان السماوية تخدم الجانب المادى و تعزز الجانب المعنوى الان انحرافات بفعل بعض البشر غيرت منها مخالفة للمصدر و اتباع شرور الشيطان و اهواء النفس الطاغية و التى ابتعدت عن المنهج الالهى ..ان تعاليم السماوية تحث على الاخلاق و سمات الاصلاح و معانى الخير و حفظ الحياة و تنوير العقول و صنع الخير و المعروف و صلة الارحام و ان تشريعات الالهية تنص على مقربة من القوى العقل و الوجدان و ان هناك خطوط لا ينبغى اختراقها او تجاوزها فى حياة الانسان و ان الامور الالهية واجبة التقيد بها و اتباعها طمعا فى رحمة الله و خوف من عقابها و ان خلق الانسان من ابونا ادم من اجل يوم موعود تنكشف فيه الحقيقة و يحساب الانسان عن افعاله فى حياته الدنيوية ..ان القواعد الدينية يجب التمسك بها و الدعوة الى مكارم الاخلاق جوهر الحياة و ان هناك نواهى يجب الوقوف عندها و لا نركن الى الشهوات الحيوانية و المعاصى التى تقربنا الى عالم الحيوان من ادمية الانسان التى اكرم الله بها....ان المنهاج الدينى الحنيف عنوان و سيرة حياتنا تحمينها من بواعث الانحطاط و التفسد وان الدين الاسلامى اكمل الاديان السابقة فى الدعوة الى الاخلاق الحسنة و الانصياح الى عبودية الله الاحد و اتباع منهج الحق و الصواب فى سلوكنا العام ...ما نرا ه من تفسد فى اخلاق و سلوك الغرب من انصياح وراء الشهوات و اللذات دون اعتزاز بكرامة الانسان من الزنا و اللواط و زواج المثانين ان هذه الممارسات الخاطئة يجب الابتعاد عنها و تجنبها لما فيها من عذاب النفس البشرية و ان القواعد المنظمة التى شرعت الانسان ناقصة لان النفس البشرية ناقصة وان اتباع الاخلاق من خلال التقرب الى الله سوف يحقق الراحة و توازن الداخلى فى قرب من بارئها و ان الشعارات و المظاهر الجذابة البراقة من العصيان الله تجعل نفس فى حالة الندم و التوتر و القلق والذى نراه فى تفسخ الاخلاق ما احوجنا الى اتباع الصواب وعدم الخوض فى ملذات الشهوة و الانزلاق نحو رذيلة باسم التحضر و الرقى و المعاصرة و مجراة الغرب و الذى فى اساسه انقلاب على صفاء الذات و قلب الباطل حقا وان المسلمين اليوم فى تذبذب فى سلوكهم العام بين الالتزام بالمنهج و مؤشرات وبين الانفتاح و ان التعرى بين النساء و ممارسة سلوكيات غربية غير مطابقة مع سلوك المسلم نراه فى وسائل الاعلام و عند المشاهير و ارتفاع اسعار اجور نجوم الشهوة و الشهرة يجذب نفوس الضعيفة نحو منزلق الرذيلة ...ان نقطة ضعف تكمن عند النساء و بدات مظاهر الزينة و التفسخ الاجتماعى و عمليات النحث على مظاهر الحياة فى حياة المظهر و الانانية و الذات الفردية ..ان تعاليم الاسلامى فى المعاصرة تحت اطار دينى اسلامى تكريما للنفس و سمو و رقيها الى مكانة عالية..


الحضارة الغربية - تعاليم الاسلام - مكارم الخلاق - العولمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع