الفرق بين(النسق)و(المؤسسة) و(النظام)
سعد رفعت سرحت | Saad Rafaat sarhat
08/10/2022 القراءات: 3167
في العلوم الإنسانية التي تسهدف من الظاهرة المدروسة أصولها و وأشكالها الأولية و قواعدها و انظمتها الداخلية القابعة خلف الاستعمال يُستعمل مفهوم(النسق أو النظام) بصورة لافتة، أمّا في الدراسات الإنسانية التي تستهدف الفعل والممارسة،فالأولى استعمال المؤسسة.
ومن هنا ينبغي تمييز مفهوم (المؤسسة)عن مفهومي (النسق) و (النظام )حيث تترادف هذه المفاهيم و يُستعمل كلّ منها مكان الآخر في الدراسات الإنسانية كافة،و لا مناص من هذا الترادف، إلّا أنّ الدراسات الثقافية في الوقت الذي تخلط فيه بين هذه المفاهيم تنزع بعضها إلى إجراء تمييز اعتباري بينها،هكذا:
#النسق(system) يتلاءم مع مكونات المجتمع الثابتة ،أي التي تتميز بالتماسك و الالتحام و الترتيب أكثر من غيرها،فالأشكال الأولية للتضامن واضحة في المجتمعات البدائية و المتأخرة، نظرًا لصِغر حجمها وتشابه أفرادها في الأفعال و ردود الأفعال.
و لهذا يستعمله الأنثروبولوجيون في دراسة المجتمعات المتأخرة البدائية التي تنأى عن التعقيد،و يستعمله اللسانيون للتعبير عن النظام اللغوي في أدق حالات التجريد ليجعلوه مقابلا للاستعمال الحيّ للغة،و يستعمله علماء البيئة لدراسة البيئة الطبيعية التي تتّسم بالثبات...
فكلّ توجّه نظري يستهدف من "موضوع الدراسة" أصولَها ونماذجَها التكوينية وأشكالها الأولية ،يستعين بمفهوم(النسق أو السستم)وإنْ استعان بما يرادفه فإنه يختار مفهوم( النظام) ولكن مع مراعاة دلالته على الحالة الثابتة في الظاهرة قبل التعبير عنها في واقع الحياة،فيقال(نسق أو سستم اللغة)مثلما يقال(نظام اللغة) ويقال(نسق أو سستم القرابة)مثلما يقال(نظام القرابة).
أما النسق حين يراد به النظرية أو المذهب،مثل:(نسق هيجل) و(نسق كانط) فهذا بحث آخر
#المؤسسة(institution)كلّ ممارسة اجتماعية رسمية كانت أم غير رسمية،مألوفة اعتاد عليها أبناء المجتمع ،وتتميّز بصفتي الديمومة والاستمرار، أي تُمارس بصورة متكررة(يعيد الفاعلون استنساخها)وفق شروط وضوابط متعارف عليها.
وأيضا يطلق مفهوم المؤسسة على المعايير و الأعراف المتجذرة في المجتمع لضبطه و لمّ شمله.
فمفهوم المؤسسة يتلاءم مع انظمة المجتمع ،وهي قيد الإنجاز (الحراك والتحول) كالفعاليات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية في المجتمعات الحديثة .
#النظام (order) مفهوم النظام حيادي،يستوعب مضامين كلا الاثنين(النسق والمؤسسة)فمثلما يترادف مع (النسق) من جانب دلالته على عناصر الثبات في الظاهرة ،فإنه يترادف مع مفهوم (المؤسسة)من جانب دلالته الدينامية_ في اشدّ حالات التعقيد _على الوقائع أو الفعاليات الاجتماعية.
عموما ،يبقى هذا التفريق اعتباريًّا،و الترادف بين هذه المفاهيم واقع لا مفرّ منه،إلا أنّ الظاهرة التي هي موضوع الدراسة إذا كانت في حالة الثبات أو كان المستهدف منها صياغة نماذج فالأجدر استعمال مفهوم النسق أو النظام،أمّا الظاهرة في حالة الفعل فالأجدر استعمال مفهوم المؤسسة أو النظام....
وهكذا تلحظ أن النظام مفهوم حيادي يستوعب كلا الاثنين .
الفرق بين النسق والنظام والمؤسسة سيستم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع