مدونة سيف بن سعيد العزري


طوفان الأقصى، مواقف وعبر، (٥) المباغتة بالأسلوب

سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI


12/10/2023 القراءات: 443  


امتاز التخطيط الاستراتيجي لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بأنّها في كل عملية جديدة تفاجئ العدوّ بله العالم بأسلوب أو تقنيّات أو تكتيكات جديدة،،،

وفي معركة #طوفان_الأقصى باغتت #كتائب_القسام العدوّ بنوعٍ آخر من أنواع المباغتة وهو المباغتة بالأسلوب؛ فالإنزال بالطائرات الشراعية أسلوب جديد، فقد ارتفعت المظلات على ارتفاعات مختلفة وتجاوزت السياج العازل دون أن يكون هناك اعتراض لها، كما أعلنت #كتائب_القسام في هذه الحرب عن إدخالها إلى الخدمة منظومة دفاعٍ جوي محلية الصنع من طراز "مُتبّر1" استخدمتها في التصدي لطائرات العدو خلال هذه المعركة، وكذا أدخلت إلى الخدمة صواريخ أرض - جوّ، وعرضت مشاهد لاستهداف طائرات العدو بهذه الصواريخ.

والمباغتة بالأسلوب نهج سار عليه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وقد ظهر ذلك في معركتين:
الأولى: في معركة بدر، باغت الرسول - صلى الله عليه وسلم – المشركين بأسلوب صفِّ الجيش في صفوفٍ متراصّة، وهو أسلوب في القتال لم يكن معهوداً عند العرب، بل كانَ سائداً معهم أسلوب الكرّ والفرّ، وفي القرآن الكريم بيان استحباب تراصِّ الصفوف في القتال في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوص} [سورة الصف:4].

الثانية: معركة الخندق: باغت الرسول - صلى الله عليه وسلم – المشركين بحفر الخندق حول بعض نواحي المدينة، وكان ذلك نتاج رأي أبداه سلمان الفارسيّ - رضي الله عنه -، وبما أنه أسلوب جديد لم تعهده العرب فقد تفاجأ به المشركون، وأُسقطَ في أيديهم، ولم يتوصّلوا إلى طريقة لاجتيازه.

فالعبرة من ذلك أنّ أمّة الإسلام ينبغي أنْ تكونَ أمّة قراءة وبحث وتخطيط وابتكار؛ لتفاجئَ العالم بين فينة وأخرى بالجديد، حتى يكونَ لها قصبُ السبقِ في كلّ ميادين الحياة.

سيف بن سعيد العزري
عشيّة الخميس 2٦ ربيع الأول 1445هـ،
الموافق له 1٢ أكتوبر 2023م.


صوفان الأقصى، غزة، فلسطين، اليهود


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع