مدونة عبدالحكيم الأنيس


على ضفاف القرآن (10)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


07/11/2023 القراءات: 444  


القرآن يرفع ويخفض:
جاء في «معجم الأدباء» (2: 522): "قرأتُ في «تاريخ خوارزم» في ترجمة أبي سعيد أحمد بن محمد بن حمديج الحمديجي قال: كنت أختلفُ إلى أبي بكر ابن مجاهد المقرىء البغدادي، فكان يكرمني لفقهي، فاشتهيتُ أن أقرأ عليه لما رأيتُ من ولوع الناس بالقراءة عليه، فقلتُ له: إني أريد أن أقرأ عليك القرآن، فقال: نعم إن كنت تريد القراءة فاجلسْ ‌مجلس ‌التلامذة، قال: فتحولتُ من جنبه إلى بين يديه، فلما افتتحتُ القراءة على رسم العامة وقلت: بسم الله الرحمن الرحيم قال: أو كذا تقرأ؟ اذهبْ إلى ذلك الفتى حتى يرشدك ثم اقرأ عليّ. فخجلتُ من ذلك وترك إكرامي كما كان يكرمني قبل ذلك لما عرَف بضاعتي في القراءة".
***
مَن حفظ القرآن من غير المسلمين:
أبو إسحاق الصابي. الكرماني كما في "الدر الثمين" لابن الساعي (ص: 392). الأب أنستاس ماري الكرملي.
***
من التوافق بين القرآن والسُّنة: الشكر عن الناس. انظر مقالي: الشكر نيابة عن الغير.
***
رثاء حافظ للقرآن:
قلتُ يوم السبت 13 من شوال سنة 1443 = 14 مايو سنة 2022 أرثي أحد حفاظ القرآن في الجزائر: المعلم الفاضل محمد بن مصطفى قرشاوي، وهو شقيق صديقنا الفاضل الوفي الحفي الشيخ إبراهيم قرشاوي حفظه الله:
يا حافظَ القرآن أبشرْ بالهنا ... مِنْ ربِّك الرحمن ذي الإحسانِ
لا شك أنَّ الله يُكرمُ (أهلَه) ... برضاهُ عنهم والنعيمِ الهاني
قد كنتَ في الدنيا تلازِمُ آيَه ... مُتمتِّعًا بفصاحةٍ وبيانِ
واليومَ أنت نزيلُه في دارهِ ... ونزيلُهُ في الروحِ والريحانِ
بُشرى لعبدٍ عاشَ ينفعُ أمةً ... ويُنيرُ فيها شعلةَ البُرهانِ
وكذاك كنتَ معلِّمًا ومُبصِّرًا ... تدعو إلى الأخلاقِ والإيمانِ
تأتيكَ مِنْ كلِّ الذين نفعتَهم ... دعواتُهم بالعفوِ والغفرانِ
أ(محمدٌ) يا ابنَ الكرام أرومةً ... يا مَنْ لهم ذكرٌ رفيعُ الشانِ
الْحَقْ بأسلافٍ كرامٍ قد مضوا ... نزلوا هُنالك في حِمى الرحمنِ
***
آية القراء:
جاء في «زاد المسير في علم التفسير» لابن الجوزي (3: 510):
«إِنَّ الذينَ يتلونَ كتابَ اللَّه وأقاموا الصلاةَ وأَنْفَقُوا ممّا رزقناهُمْ سِرًّا وعلانِيةً يَرْجُونَ تجارةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ويَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غفورٌ شكورٌ (30) والذي أَوحينا إِليك مِنَ الكتاب هُوَ الحقُّ مُصدِّقًا لما بَيْنَ يديهِ إِنّ اللَّه بعبادهِ لَخَبِيرٌ بَصيرٌ (31) [فاطر].
قوله تعالى: (إِنّ الّذينَ يتلونَ كتابَ اللَّهِ) يعني قُرَّاء القرآن، فأثنى عليهم بقراءة القرآن. وكان مطرّف يقول: هذه ‌آية ‌القُرَّاء».
***
التفسير حسب ترتيب النزول:
من البحوث في ذلك: "ترتيب نزول السور القرآنية" للشيخ إبراهيم عبدالرحمن خليفة، ضمن (بحثان حول سور القرآن)، دار البصائر، القاهرة، ط1(1425-2004).
***
الانتصار للقرآن للباقلاني، تحقيق: د. محمد عصام القضاة.
في المخطوط خللٌ في ترتيب الأوراق سرى إلى المطبوع. وقد صححتُ هذا في نسختي، وذلك في (1: 222. 249. 299).
***
الآلوسي الجد والحفيد:
من البحوث في علم المناسبة القرآنية: "علم المناسبات بين المانعين والمجيزين" للدكتور إبراهيم ين سليمان آل هويمل. نُشر في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد (25)، المحرم سنة (1420).
قال الباحثُ وهو يعدد الذين اعتنوا بالمناسبات في تفاسيرهم (ص: 105):"أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي، توفي سنة (1270)، في تفسيره "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني".
وقال مترجمًا له (ص: 134):"محمود شكري بن عبدالله بن شهاب الدين محمود الألوسي الحسيني، أبو المعالي، من الدعاة إلى الإصلاح، حمل على أهل البدع، له كتب كثيرة، منها تفسيره روح المعاني. توفي سنة (1342). انظر الأعلام (7: 271)".
قلتُ: وهذه الترجمة لحفيد المفسر، و"روح المعاني" للجد وليس للحفيد.
***
نُغبة البيان في تفسير القرآن:
تنوعتْ جهودُ العلماء في خدمة القرآن الكريم مِن حيث إظهار معانيه وتقريب مبانيه، وأكثرُ هذه الجهود موجهٌ إلى العلماء والمختصين، وفيها مباحث ومناقشات وموضوعات متنوعة مختلفة.
ومن التفاسير الواضحة السهلة القريبة مِن جماهير القراء كتاب "نُغبة البيان -أي رشفة البيان- في تفسير القرآن" لأحد العلماء الأجلاء في القرنين السادس والسابع الهجريين، وهو الأستاذ الشيخ عمر بن محمد السُّهروردي البغدادي، فإنه كتبَ تفسيرًا في غاية التيسير والوضوح.
ومِن هنا قمتْ بتحقيقهِ وخدمتهِ حسب الطرق العلمية، وذلك بالاعتماد على نسختين خطيتين موثوقتين مقروءتين على المؤلِّف نفسه، وهذا منتهى الوثوق.
وخرجَ في خمسة أجزاء لطيفة.
وهو عونٌ لقارئ القرآن على فهم مفرداته ومعانيه.
***
الأدب مع القرآن:
كتب إلي الأخ الكريم البحاثة الألمعي الشيخ يحيى الفيفي:
"سيدي الكريم: تعلمتُ فائدة نفيسة لطيفة من شيخنا العلامة اللغوي الدكتور أحمد أبو زيد أستاذ البلاغة بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط تتعلق بموضوع التكرار في القرآن، وذلك أن التعبير بلفظة التكرار لا يليق بكلام الله جل وعلا، فهو تعبير جرئٌ شيئًا ما، والتعبير المناسب والموافق لما ذكره القرآن هو (تصريف القول) هكذا جاء التعبير في القرآن عن القصص والمواضع التي وردتْ في القرآن أكثر من مرة".
***
جهود السيوطي القرآنية:
كان للسيوطي في التفسير وعلوم القرآن جهود كبيرة كثيرة، إملاء وتأليفًا، وقد بدأ في رسالته "فهرست مؤلفاتي" بذكر ما له في "فن التفسير وتعلقات القرآن"، وذكر (38) عنوانًا. وحين أورد تلميذُه الداوي هذا الفهرست في كتابه "ترجمة العلامة السيوطي" حدد ما له في كل فن بعدد، وقال هنا (ص: 105): "في فن التفسير وتعلقات القرآن أربعون مؤلفًا"، ولكن المذكور عند الشاذلي في "بهجة العابدين" (ص: 139)، وفي نسخ "فهرست مؤلفاتي": ثمانية وثلاثون.
وربما سقط عنوانٌ من النسخة التي وقف عليها الشيخ عبدالحي الكتاني، وقد جاء هذا الرقم عنده في "فهرس الفهارس" المطبوع (73)، وهو منقلب عن (37).
***


القرآن. تدبر. تأمل.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع