بين يدي "المُقتبس من الفوائد العَونيّة" لابن الجَوزي البغدادي
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
26/01/2023 القراءات: 927
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فقد كان من مؤلفات الإمام الكبير أبي الفرج ابن الجوزي البغدادي كتابٌ بعنوان: "المُقتبس من الفوائد العَـونية"، وهو من الكتب الثابتة عنه، وقد ذكرَه له الإمامُ ابن رجب الحنبلي البغدادي، فقال في ترجمة الوزير العالم المُصنِّف الجليل القدر عون الدين ابن هُبيرة الدوري الحنبلي:
«وقد صنَّفَ ابنُ الجوزي كتاب "المقتبس من الفوائد العَونية" وذكرَ فيه الفوائدَ التي سمعها من الوزير عون الدين، وأشارَ فيه إلى مقاماته في العلوم.
وانتقى مِنْ زبدِ كلامهِ في "الإفصاح" على الحديث كتابًا سمّاه: "محض المحض"» (1).
وممّا يُؤسفُ له أنَّ هذين الكتابين في عداد المفقود اليوم (2)، وقد رأيتُ ابنَ رجب نقلَ نصوصًا مهمةً من "المقتبس" فقمتُ باستخراجِها وجمعِها، لنأخذ تصورًا عن هذا الكتاب المفقود، ولنقرِّب الفوائد الغالية، والفرائد العالية التي تضمَّنها إلى جمهور القراء والباحثين، ولعل هذا يكون مثيرًا للاهتمام بالكتاب، ومساعدًا على اكتشاف نسخةٍ منه.
وقدمتُ بين يدي ذلك بترجمة موجزة لابن الجوزي، ثم بترجمة متوسطة للوزير عون الدين بقلم صاحبه ومحبِّه وتلميذه (3) ابن الجوزي، ثم أوردتُّ النصوص التي استخرجتُها مِن كتاب ابن رجب، على ترتيبه، فلم أقدمْ ولم أؤخرْ، وعزوتُ الآيات، والأحاديث، وضبطتُّ الألفاظَ، لا سيما الشعر (4).
والكتابُ يضمُّ فوائد تفسيرية واستنباطية من كتاب الله تعالى، وكلماتٍ في أصول الدين، وقطوفًا من كلامه في فنون، - وفيها نظراتٌ عميقةٌ -، وطاقةً من شعره.
وقراءة أمثال هذا الكتاب تحفِّزنا على الاقتداء بها في التأمل العميق، واستثمار التلاوة والقراءة، وتدوين الخواطر والأفكار.
والسُّورُ التي تناول آيات منها هي: (الأنعام، التوبة، الحجر، الإسراء، الكهف، طه، الأنبياء، النور، الفرقان، القصص، سبأ، فاطر، يس، غافر، الدخان، الأحقاف، الواقعة، الممتحنة).
ولعل باحثًا يقوم باستقراء كلامه في كل فقرةٍ من هذه الفقرات من كتابه "الإفصاح عن معاني الصحاح"، ويدرسها، فيأتي ببحوث نافعة.
* * *
ويأتي استخراج هذا الكتاب وخدمته في سلسلة اهتمامي بتراث ابن الجوزي، وقد سبقه نشرُ:
1- وداع رمضان.
2- تعظيم الفتيا.
3- روضة الناقل ونزهة العاقل.
4- الخواتيم.
5- النور في فضائل الأيام والشهور.
6- نسيم السَّحَر ومنظوم الدُّرر.
7- المُطرِب.
وأسأل الله تعالى أن يجعله عملًا نافعًا مقبولًا.
عبدالحكيم الأنيس
دبي: يوم الأربعاء (21/12/1443)
الموافق لــ (20/7/2022م)
_______________________________________________
(1) ذيل طبقات الحنابلة، لابن رجب (2/ 117-118). وعنه العليمي في "المنهج الأحمد" (3/180)، وعنهما سليمان بن عبدالرحمن بن حمدان (ت: ١٣٩٧) في "كشف النقاب عن مؤلفات الأصحاب" ص (251).
(2) وقد رأيتُ (نقلًا) مِن "محض المحض" في مخطوطٍ في المكتبة السليمانية في إسطنبول، ولعل هذا يبشِّرُ بخير. وهو هذا:
«يا مَن غدا لم يدعْ مني سوى رمقٍ ... لو كان يسمحُ بالباقي ويتركُهُ
لهفي على الوصل لو أني ظفرتُ به … ما كل ما يتمنى المرءُ يدركُهُ»
ورأيتُ البيت الأول في «الدُّر الفريد وبيت القصيد» (9/ 27) بلا نسبة.
(3) ذكر ابنُ الجوزي الوزيرَ في "مشيخته" فقال (ص193): «الشيخ الثالث والثمانون: أخبرنا الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة: قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وخمس مئة...».
(4) وسأكتبُ في فرصة قادمة - إنْ شاء الله تعالى - عن مجالس الوزير العلمية الحافلة في بغداد.
مكتبة ابن الجوزي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع