اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة علمياً (الجزء الثاني)
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
06/01/2024 القراءات: 491
وهذا الحديث فيه فوائد جليلة وفرائد عزيزة، ومنها:
اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعليم المرأة وإجابته لطلبهن بإفراد مجلس خاص بهن لتعليمهن وتذكيرهن. وترجم له البخاري فى كتاب العلم " هل يجعل للنساء يوما على حده فى العلم"، حرص الصحابيات على طلب العلم، قال ابن حجر:" وفي الحديث ما كان عليه نساء الصحابة من الحرص على تعليم أمور الدين " (1). وتخصيص النساء بمجلس علمي خاص بهن، بعيداً عن مجالس الرجال، ويتكرر هذا المجلس بقدر الحاجة. قال ابن بطال: "وفيه سؤال النساء عن أمور دينهن، وجواز كلامهن مع الرجال في ذلك فيما لهن الحاجة إليه، وقد أخذ العلم عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعن غيرهن من نساء السلف" . وفيه سؤال الطلاب العالم أن يجعل لهم يوما يسمعون فيه عليه العلم، وإجابة العالم إلى ذلك، وجواز الإعلام بذلك المجلس للاجتماع فيه.
- حثه الرجل على تعليم أمته وأهله:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران" رواه البخاري (4)، وترجم له (باب تعليم الرجل أمته وأهله).فالحديث يحث المسلم على تعليم أمته وأهله سنن النبي وشرائع الإسلام.
قال ابن حجر:" مطابقة الحديث للترجمة في الأمة بالنص وفي الأهل بالقياس، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء" .
وهذا التوجيه النبوي الكريم يساهم في إعداد المرأة علمياً، ويعزز لديها الشعور بالمسئولية التعليمية، باعتبارها ممن يشارك في بناء المجتمع، ويساهم في صناعة الأجيال.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - من أحرص الناس على تعليم أهله، فعن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة " (1). قال ابن القيم: " في الحديث دليل على جواز تعليم النساء الكتابة " (2).
ومن لطيف الاستدلال على تعليم الرجل أهل بيته، ما ذكره الألوسي في تفسيره عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة} (3) قال: " واستدل به على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لهؤلاء، وادخل بعضهم الأولاد في النفس، لأن الولد بعض من أبيه " (4).
حرصه - صلى الله عليه وسلم - على حضور النساء مجامع العلم والخير:
جاء في الصحيحين عن أم عطية. قالت: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن نخرجهن في الفطر والأضحى. العواتق والحيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. قلت: يا رسول الله! إحدانا لا يكون لها جلباب. قال: " لتلبسها أختها من جلبابها ".
وفي رواية " لتلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير "
فقوله " لتلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير " فيه دعوة صريحة للخروج للانتفاع من العلم، وما هذا إلا لأهمية العلم، وحرص المصطفى - صلى الله عليه وسلم - على تعليم النساء
تعليم- نساء
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع