عوامل النشأة والتكوين - قراءة في عوامل خارج النص-
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
09/02/2024 القراءات: 486
إن الكتابة عن الآليات التي تُسهم في تكوين الإنسان معرفيَّا وعلميَّا تُعَدُّ من قضايا المنهج التي تؤسس لدراسة أي شخصية، وتكون وفق أنماط محددة، فهذه العوامل تكون بمثابة المهاد التأسيسي الذي يمهِّد الطريق أمام الناقد أو المبدع في قراءة الشخصية من خلال السياقات التي أحاطت بها أو كان لها دور في تشكيل هذه الشخصية.
وهذه الآليات منها ما يتعلق بالبيئة الصغيرة للشخص كالأُسرة والقرية الصغيرة التي ينشأ فيها وينهل من عادتها وتقاليدها، ومنها ما يتعلق بالمجتمع الكبير الذي يضم هذا الإنسان، ويعيش في ظلال سياقاته الاجتماعية والثقافية، والسياسية، والأوسع من ذلك هو فضاء الأمة، والعالم من حوله؛ كل هذا يمثل لنا عتبةً للبداية في دراسة أي منجز معرفي لأي إنسان، وفي المجالات كافة؛ ولذلك كانت كتابات القدماء تتعرض لهذه القضية من خلال ترجمات الأشخاص بذكر محطات معينة من حياتهم وبيئاتهم التي نشأوا فيها، والسياق المسيطر في تلك الفترة سواءٌ أكان اجتماعيا أم سياسيا أم ثقافيا، فكل هذه العوامل داخلة بصورة أو بأخرى في كتابات هؤلاء الأشخاص.
وفي العصر الحديث أُفرد لهذا النوع من الدراسات مؤلَّفات متعددة تُسلط الضوء على تلك النقاط باعتبارها كاشفة -بصورة مباشرة- عن عوامل تكوين الأشخاص، وحاضرة بصورة مباشرة في كتاباتهم.
و في هذا البحث الصغير أقدم رؤية حول هذا الأمر من خلال نموذج تطبيقي يوضح تلك الآليات التي تكون مِفتاحا لقراءة أي شخصية أو منجز معرفي، كما لا يمكن إغفالها، وعدم الوقوف عليها وتجاوزها إلى غيرها؛ بل إن تتبع مثل هذه القضايا يفتح الباب واسعا أمام التحليل والنقد وقراءة النصوص قراءة عميقة بعد الاطلاع على سياقات مختلفة وعوامل كانت سببًا في إثقال الشخصية معرفيًّا وإبداعيًّا.
عوامل النشأة والتكوين - قراءة في عوامل خارج النص-
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع