مدونة حسين سالم مرجين


القوة الإسرائيلية الظاهرة والقوة الفلسطينية الروحية في حرب غزة

حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin


15/10/2023 القراءات: 600  


أثناء فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا في القرن العشرين، استخدم الإيطاليون الطائرات الحربية في الصحراء الليبية لمهاجمة وقمع المجاهدين الليبيين الذين كانوا يقاومون الاحتلال. وفي إحدى المناسبات، سأل أحد الليبيين البسطاء عن الطائرات بسذاجة وفضول، حيث كان يجهل الكثير عن هذه التكنولوجيا الحديثة. فطلب وصف الطائرات، وعندما أوضحوا له أن الطائرات هي جسم يطير في السماء وتسقط القنابل، فقال لهم بعفوية البدوي: "هل الطائرات فوق الله أم الله فوقها؟". وبعد أن أكدوا له أن الله هو القوة العليا وفوق كل شيء، رد بثقة قوية: "إذًا الله معنا".
هذه القصة تحمل في طياتها العديد من المفارقات والتناقضات المهمة. نحن في حاجة ماسة إليها في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على أهلنا في غزة . ففي حين أن الإيطاليين كانوا يستخدمون آنداك القوة العسكرية والتكنولوجية لتحقيق أهدافهم الاستعمارية، فإن ذلك الليبي البسيط أظهر سذاجة في فهمه للطائرات، ولكن في نفس الوقت أظهر ثقة قوية في الله واعتماده عليه في مواجهة الظروف الصعبة. ومن المفارقات الأخرى المهمة في القصة هي المفارقة بين القوة الظاهرة والقوة الروحية. فعلى الرغم من قوة وقدرة الاحتلال الإيطالي والأسلحة التي يمتلكونها، إلا أن القوة الروحية والثقة بالله كانت قادرة على منح الليبيين أنذاك القوة والصبر لمواجهة التحديات حتى النصر.
في الحقيقة أسرد هذه القصة وهذه المفارقات المهمة إلى أهلنا في غزة الذين يواجهون القصف المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والذي يستخدم الأسلحة الحديثة والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة في قصف غزة، وبالمقابل يعيش سكان غزة في ظروف صعبة وفقر مدقع، وحالة من الحصار والقيود الشديدة على الحرية والحركة، ويعانون من نقص في الإمدادات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية. فأقول لهم يتوجب أن نمتلك الاعتقاد والإيمان الراسخ بالله، ونثق في نصرنا، فالثقة في الله والاعتماد عليه سوف يمنح غزة وأهلها القوة والصبر للمقاومة ومواجهة التحديات حتى النصر.


غزة - فلسطين - (إسرائيل)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع