مدونة .. أ. د. خالد عبد القادر منصور التومي


مشاهد السلف الصالح في شهر رمضان

أ.د. خالد عبد القادر منصور التومي | Prof. Dr. Khaled A. Mansur Tumi


21/03/2024 القراءات: 416  


مشاهد السلف الصالح في شهر رمضان

مُنذ فُرض الصيام قدم السلف الصالح العديد من الكلمات والأفعال التي تُقدم أهمية هذا الشهر الفضيل، ومنها ما نأتي على سرده تباعًا:

سُئل معروف الكرخي: كيف تصوم، فغالط السائل وقال: صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا، وصوم داود كذا وكذا، فألحّ عليه فقال: أصبح دهري صائمًا فمن دعاني أكلت ولم أقل إني صائم.

قيل للحسن البصري يومًا: يا أبا سعيد أي شيء يدخل الحزن في القلب، فقال الجوع، قال: فأي شيء يخرجه، قال: الشبع، وكان يقول: توبوا إلى الله من كثرة النوم والطعام.

عن بعض السلف قال: بلغنا أنه يوضع للصُّوّام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نُحاسب وهم يأكلون، فيُقال: إنهم طالمًا صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم.

باع قومٌ من السلف جارية، فلمّا قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها، فسألتهم فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان، لقد كنت عند قومٍ كل زمانهم رمضان، ردوني عليهم.

قيل لبشر: إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقط، فقال: بئس القوم لا يعرفون لله حقه إلا في رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها.

قدم بعض السلف الصوم على سائر العبادات، فسُئل عن ذلك فقال: لأن يطلع الله على نفسي وهي تنازعني إلى الطعام والشراب أحبُ إليّ من أن يطلع عليها وهي تنازعني إلى معصيته إذا شبعت.

كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت.

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: مرحبًا بمطهرنا من الذنوب.

قال يحيى بن أبي كثير: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا.

قال معلى بن الفضل عن السلف أنهم: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يُتقبَّل منهم.

سئل بعض السلف عن الحكمة من تشريع الصوم، وفرضيته، فقال: ليذوق الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع.

كانت حفصة تقول: يا حبّذا عبادة وأنا نائمة على فراشي، فالصائم في ليله ونهاره في عبادة ويستجاب دعاؤه في صيامه، وعند فطره فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر.

قيل لأحد السلف وهو صائم: إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه.

قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام.

كان الإمام مالك رحمه االله: إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

كـان سـفيان الثـوري: إذا دخـل رمضـان تـرك جميـع العبـادة وأقبـل علـى قـراءة القـرآن.

كان قتادة رضى الله عنه: يدرس القرآن في شهر رمضان.

كان الزُهري: إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.

كان الأسود بن يزيد: يقرأ في كل ليلتين في رمضان.

كان قتادة: يختم في كل سبعٍ دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.

كان للشافعي: في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة.

عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام، فنستعجل الخدم بالطعام، مخافة الفجر.

قال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فأعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك.

كـان عمـر بـن الخطـاب: يُصـلي مـن الليـل مـا شـاء االله؛ حـتى إذا كـان نصـف الليـل أيقـظ أهله للصلاة.

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه: يقرأ القرآن كاملاً في ليلةٍ واحدة.

كان الكثير من السلف الصالح رضي الله عنهم: يؤثرون غيرهم بالإفطار في رمضان، مثل: عبدالله بن عمر، وداود الطائي، ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، كما كان ابن عمر -رضي الله عنهما: لا يُفطر إلا مع المساكين واليتامى.

أُثِر عن بعض السلف أنهم كانوا يودّعون بعضهم في أيام رمضان بسبب انشغالهم بأعمال الاعتكاف والذكر والقيام.

يجدر بالمسلم الفطن اغتنام المواسم التي فضلها الله تعالى بالعبادات والطاعات التي تُقربه منه، وينال بها رحمته ورضاه.


رمضان، شهر رمضان، السلف الصالح،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع