أسئلة وأجوبة في إعجاز القرآن
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
30/10/2022 القراءات: 3584
هذه أجوبةٌ على ثلاثة أسئلة في موضوع إعجاز القرآن، كانتْ قد سألتنيها إحدى إذاعات القرآن الكريم، عسى أن يكون في نشرها فائدةٌ ما.
وتتأكد أهمية هذا العلم في وقتنا هذا، نظرًا لما يُروج له من إنكار النبوات، بل الإلهيات أيضًا.
***
س 1: ما الكتاب في الإعجاز القرآني له أهمية وشهرة؟
ج 1: الكتبُ في الإعجاز القرآني كثيرة.
وكانت الكتبُ تُعنون بـ: "نظم القرآن"، وفي ذلك إشارةٌ إلى موضوعها، ورأي أصحابها في قضية الإعجاز.
ثم ظهر مصطلحُ الإعجاز، وألَّفَ في ذلك العلماء:
ومنهم الرُّماني (ت: 384) وكتابه "النُّكت في إعجاز القرآن".
والخطّابي (ت: 388) وكتابه "بيان إعجاز القرآن".
والباقلاني (ت: 403) وكتابه "إعجاز القرآن".
والجُرجاني (ت: 471) وكتابه "دلائل الإعجاز".
وقد قدَّمَ في كتابه هذا نظرية كان لها أثرٌ كبيرٌ في سير هذا العلم وتطوره، وفي تفسير القرآن في ضوئها، هي نظرية "النظم القرآني".
وقد كان الجُرجاني كثيرَ الاهتمام بهذا الموضوع، يظهرُ هذا مِن تأليفه خمسة كتبٍ في ذلك هي:
1-المقتضب في شرح كتاب الواسطي في إعجاز القرآن.
2-المعتضد في شرح كتاب الواسطي أيضًا، وهذا مطولٌ، والأول مختصرٌ.
3-الرسالة الشافية في الإعجاز: وهي رسالةٌ مختصرةٌ كتبَها ليثبت فيها حقيقة الإعجاز، لا ليبين أسرارَه، وقد طُبعت.
4-أسرار البلاغة: وقد تحدَّث فيه عن البلاغة والإعجاز.
5-دلائل الإعجاز: وقد بسطَ فيه القولَ في نظرية النظم القرآني أو الإعجاز في النظم. وشرَحها واستشهدَ لها وناقش الآخرين فيها.
وأصبح هذا الكتابُ مرجعًا لكل مَنْ جاء بعده.
وبالنظر إلى جهود الإمام عبدالقاهر الجرجاني الرائعة في الإعجاز عُدَّ القرن الخامس العصر الذهبي للإعجاز.
ويَرى الجرجاني أنَّ التحدي والإعجاز في النظم والتأليف.
والنظم هو: توخي معاني النحو وأحكامهِ فيما بين الكلمات والجُمل والفقرات، فالكلماتُ في الجملة لا يجمعُها ويؤلّفُ بينها إلا النحو.
وضروبُ المجازِ كلُّها، من الاستعارةِ والكناية والتمثيل، مِنْ لوازمِ النظمِ ومقتضياتهِ وألوانهِ .
وفي عصرنا هذا ظهرتْ دراساتٌ كثيرةٌ في الإعجاز مِن أهمها: "مداخل إعجاز القرآن" للأستاذ محمود شاكر.
***
س 2: ما أنواع الإعجاز القرآني؟
ج 2: إذا نظرنا إلى الأسلوب فهناك الإعجاز البياني، وهو متفقٌ عليه لدى طوائف العلماء من أهل السُّنة والجماعة، وذهب المعتزلة إلى القول بالصرفة، وفي ذلك بحوثٌ ومناقشاتٌ وردودٌ كثيرةٌ انتهتْ إلى ردِّ هذا القول وحكمتْ عليه بالتهافت.
وألوان الإعجاز القرآني البياني ثلاثة:
أولًا: سر الحرف.
ثانيًا: سر الكلمة.
ثالثًا: سر التعبير.
وظهر مِن ذلك التصوير الفني لدى صاحب الظلال.
ولينظر: "الإعجاز البلاغي: دراسة تحليلية لتراث أهل العلم" للأستاذ محمد محمد أبو موسى. ط2 (1418-1997م).
هذا من حيث الأسلوب.
أما الإعجاز في المضمون القرآني -وهو الإعجاز الموضوعي- فإنّ أشهر وجوهه أربعة:
الوجه الأول: الإعجاز الغيبي، والغيوب ثلاثة:
1- غيب الماضي.
2- غيب الحاضر.
3- غيب المستقبل.
الوجه الثاني: الإعجاز العلمي.
وفي هذا الوجه أخذٌ وردٌّ، وقبولٌ ومنعٌ، وعند القول به لا بد من ضوابط صارمة لضبطه، خشية الأضرار التي قد تنشأ عن التوسُّع في تطبيقاته.
وأحبُّ أنْ أقول هنا: إننا في الإعجاز العلمي عالةٌ على ما يكتشفه غيرُنا، وهذا عجزٌ وكسلٌ، والأصل أنْ نكون نحن الذين نكتشفُ أسرار العلم، ثم نكتشفُ مطابقتها لما في القرآن.
الوجه الثالث: الإعجاز التشريعي .
الوجه الرابع: الإعجاز النفسي.
وهل يُمكن إضافة الإعجاز العددي؟
أرى أنَّ هذا مبكر جدًا، والدراسات في الإعجاز العددي لا يضبطها ضابطٌ ولا يربطها رابطٌ.
ومن الكتابات فيه:
المقتطف من بينات الإعجاز العددي للباحث بسام نهاد جرار، صدر عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم سنة (1429-2008م).
معجزة الترتيب القرآني: ترتيب سور القرآن الكريم وآياته للباحث عبدالله إبراهيم جلغوم، صدر عن جائزة دبي الدولية سنة (1429-2008م).
وليُنظر: "الإعجاز العددي في القرآن الكريم: مختارات من بحوث المؤتمر الدولي الثاني للإعجاز العددي" صدر عن إيسيسكو سنة (1435-2014م).
***
س 3: ما اللطيفة التي تُذكر في مواضيع الإعجاز ولها شهرةٌ عند العلماء؟
ج 3: اللطيفة هي التحدي بالقرآن، ثم بعشر سورٍ، ثم بسورةٍ منه.
***
وفي كتاب "إعجاز القرآن" للدكتور فضل حسن عباس وابنتهِ أ. سناء، وكتاب "البيان في إعجاز القرآن" للدكتور صلاح الخالدي جولة مهمة في هذا العلم.
***
إعجاز القرآن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع