مدونة محمد كريم الساعدي


نص مسرحية (صانع الأشياء الأصم) نص مسرحي ما بعد كولونيالي تأليف : محمد كريم الساعدي / الجزء الثاني

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


30/05/2024 القراءات: 613  


اللوحة الثالثة
( يخاطب الأشياء وكأنه يخطط إلى تكوين شيء منهم ... شيء يكون واسطة بينه وبين الأشياء )
صانع الأشياء الأصم : يا أشيائي الجميلة ،أنا لا يرضيني أن أراكم مختلفي الاشكال
فلا بد من توحيد أشكالكم وأصنف تكويناتكم
وأن تكونوا معي في غرفتي حتى لا يخرج أحدكم خارج الغرفة
ويخبر العدو عن طبيعة حالتي السمعية
ويستغل أحدكم لتنفيذ مآربه وتسقط الغرفة تحت يديه .
(يتقدم إلى الأشياء ويصنع منهم دمى من خلال إلباس أغطية تحولهم إلى هيئات قريبة لشكل البشر )
ولآن أصبحتم على هيئة واحدة ، وأستطيع أن أعرفكم كلكم ، نعم نعم هذا جيد ..
ولكن هيئاتكم قريبة من بعضها البعض .. بماذا أميزكم ..
أسميكم أسماء مختلفة .
في الحقيقة هي مشكلة كانت هيئاتكم مختلفة فجعلتكم في صورة أخرى ،
ومن ثم توحدت أشكالكم ، لابد أن أفرق بينكم مرة أخرى .
(يشير بيده اليمنى إلى الشكل الأول )
أنت أسميك نضال ..
لا لا لا نضال وتناضل ضدي؟ لا ، أسميك مطيع
نعم مطيع أسم جيد ، وأنت أسميك خاضع نعم تخضع لي .
وأنت أسميك متردد تخاف من الأقدام على شيء
وأنت اسميك أخرس كي لا تسمعني
وهكذا الأشياء البقية اختاروا لكم أسماء تدلل على الطاعة
ولا تخرجوا عن طاعتي أفهمتم ؟.
ولكن بقي شيء آخر مهم من منكم الذكر ومن منكم الأنثى .
هذه مسألة تحتاج إلى تفكير ، هل أجعلهم كلهم أناث.. أم ذكور؟ ،فإذا جعلتهم ذكوراً وإناث سيتكاثرون ومن ثم سيثورون علَي!
لا لا سأجعلهم كلهم ذكور وهو الأسلم حتى يحمونني في الحروب
(يفكر بعمق مع فتح عينيه بشكل واسع )
ومن يؤنس وحدتي إذاً؟ ومن يعد لي الطعام؟
والذكور دائماً يحلمون بالسطلة وأخاف أن ينقلبوا عليّ!
لا لا لا نجعلهم كلهم أناث فكرة جيدة
فهن ضعيفات البنية ولا يستطعنّ الانقلاب عليّ
ولكن أخاف أن لا أكون كافياً لكل النساء في غرفتي المجيدة
ومن ثم يثورن عليّ ويأخذن مكاني ، ماذا أصنع ؟.
(يفكر في الغرفة وهو يسير في يمينها وشمالها... وكأنه يجد فكرة جيدة )
نعم ..نعم .. نعم أحسنت أيه المفكر الخالد
فكرتي أن أجعلهم أناث وذكوراً في نفس الوقت .
أو كما قرأت في كتب .. في كتب ... في كتب لقد نسيتها
آها كتب النوع ، النوع ، النوع الأشيائي نعم أسميه النوع الأشيائي .
جعل كل واحد منهم ذكراً وأنثى ، حتى يصبح مزدوجي الاستخدام
فلا يتكاثروا ...
ولا ينقصوا ...
ولا يتزاوجوا...
ولا يكون لديهم الحرية في تحديد جنسهم إلا من خلال حاجتي فقط .
كم أنا مفكر عظيم ، وأجبرهم على التسميات وتكون لدى كل واحد منهم تسمية مشتركة بين أسمين:
فالأول أسميه مطيع ومطيعة ..
والثاني أسميه خانع وخانعة ..
والثالث أسمية متردد ومترددة
وهكذا بقية الأشياء في غرفتي ، حتى يتوحدوا تحت سلطتي نوعاً وشكلاً وهيأة .
(يوجه الكلام لنفسه) شكراً لك يا مهندس العالم ومخطط الجنس الأشيائي في عالمك الجديد وغرفتك المجيدة .


مسرحية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع