أعجوبة النجم الأسود في نص قرآني
عبد الحميد بغوره | ABDELHAMID BEGHOURA
03/12/2022 القراءات: 358
:فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس "
من بين كثير من الألفاظ القرآنية التي يشكل معناها ويخفى واختلف في المراد من معناه قول الله تعالى في سورة الشمس" فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس"، فقد أقسم الله تعالى بأحد مخلوقاته وهو العظيم الذي لايقسم إلا بعظيم، فما هو المخلوق المجهول الذي حلف الله به يمينا من فوق سبع سموات؟ ليثبت بعدها لي قول الحق لنبيه وينفي عنه وصف الجنون ؟
للإجابة عن هذا التساؤل لابد من تتبع ما قيل في معنى هذا القول من تفسير، ويمكن حصرها في معنيين:
"الأول: أنها النجوم والكواكب، ويكون خنوسها بتأخرها عن الظهور أول الليل، وكنوسها بدخولها في ضوء الصباح بعد آخر الليل، وجريانها كائن في كل أحوالها".
"الثاني: أنها بقر الوحش والظباء، ويكون خنوسها بتأخرها إذا رأت إنسيًّا، وكنوسها بدخولها في كِناسها؛ أي: بيتها، وجريانها في الغيطان والحقول".
هذه أشهر الأقوال من تفسير المقدمين أما التفسير الحديث ففسرها على أنها :
-نجوم خفية غير ظاهرة تكنس كل ما دخل حيز نطبقها في تنظف السماء والتي تعرف بالثقوب السوداء أو المكانس العافية
-وصف لظاهرة فلكية تحدثها أجرام ضيئلة الكتلة تسمى مذنبات تدور حول الشمس دورانا بيضوياو تظهر كلما اقتربت من الشمس، وتختفي وتستر كلما ابتعدت .
بعد هذا العرض الموجز لأهم ماقيل في معنى الآية، فما هو أرجح تفسير وأصحه فيما ذكر؟، وحري لبيان ذلك النظر في وضع اللغة في معنى الخنس والكنس.
-الخنس: تشير مادة خنس إلى فعل الاختفاء بعد ظهور
-الكنس: تحتمل معنيين أحدهما من الكنس وإزاحة الشيء عن الشيء وإزالته عنه، والثاني من الكنوس وهو الدخول في البيت.
إذا أردنا أن نسقط المعاني اللغوية ومطابقتها مع التفاسير المذكورة يمكن أي يقال أنها تحتملها كلها، ولاسبيل للمفاضلة إلا باستعمال السياق، فهو في معرض القسم يصف جرما في حالة حركة(الجواري) ويقوم بفعلين حسب الوضع اللغوي إزاحة شيء من أمامه وإزالته وهو يجري أو له فعل ذاتي في حركته وهو الاختفاء أو الاثنين معا، ويجدر الإشارة إلى "ال" في كلا اللفظين فهي ليست جنسية وإنما استغراقية تفيد العموم وبهذا يمكن القول بأن كل المعاني سابقة الذكر صحيحة إلا قولهم (أنها بقر الوحش والضباء) لعبده عن السياق ،وكل ظاهرة ستكتشف بعدها أو أي نجم ينطبق عليه المعنى اللغوي يدخل في العموم الذي تقرره أل من "الخنس" و"الكنس" .
وخلاصة القول أن المخلوق الذي ذكر في هذه الآية هو عموم جاء ليصف مجموعة من الظواهر الكونية المؤهلة التي نعرفها والتي سنكتشفها ولو بعد حين.
الجواري، تفسير، اختلاف، جرم، نجم، ثقب أسود، مذنب، اليل، اختفاء،كنس،عموم،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع