مدونة زينب زكي عبدالله


أتعجزُ نساؤنا عن ذلك ؟! مقال في تربية المستوطنات

زينب زكي عبدالله | zainab zaki abd-allah


19/01/2024 القراءات: 144  


عجباً لحالنا ..كلما سأل سائل فلانة من الناس ..ما هدفك من تربية أبنائك
تأتي الإجابة بدون تردد : ليكبروا ويتعلموا و يعملوا ..
هل هذا فقط ؟
نعم بكل تأكيد وماذا أريد من وراء تربيتهم غير ذاك ..

هذه مقّدمة بسيطة أبدأ بها مقال اليوم بعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر والسبب الذي دفعني لأكتب هو البَونُ الشاسع بين تربية نساء المسلمات لأبنائهم وبين تربية المُستَعمِرَات [ الشهيرات باسم المُستوطِنَات ] لأبنائهم أيضاً !
كما يُوجد فرقٌ جليٌ بين هدف تربية المسلمين لأبنائهم و هدف تربية النصارى والشيعة لأبنائهم ..
فعجبتُ لحالنا يوم نسأل الله النصر ونستعجله ولم نُقدّم أسبابه و نعُدّ عُدّتُه لنجني الثمار !

أيُُّها الكرام ، التربية ليست أمراً عشوائياً غير منظماً و لا موجّهاً بل لها أسسٌ واعتبارات أهمّها وجود هدف واضحٌ ومحدد من الزواج و الإنجاب ومن ثمّ التربية .
وهذا الهدف موجود منذ الزواج والإنجاب بجلاء عند بني صهيون وغيرهم من النصارى والشيعة أل وهو إقامة دولة بمفهومها الشامل ..

لكم أن تتساءلوا لو : أنّ امرأة يهودية إذا أرادت قضاء حوائج المنزل من تنظيف وطهي وكنس و غيرها ماذا تفعل مع أبنائها الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات .؟
هل تتركه يُتابع كرتون دون مراقبته ؟ أو هل تتركه يلهو بلعب إلكترونية أو تقليدية دون توجيه أو زرع هدف فيه؟
كلاّ يا كرام ..هي أذكى من ذلك بكثير ..غنّها تحرّكه حسب هدفها و هو استرداد أرض الميعاد ..
فتضع أمامه ما يُنمّي خياله و يُعزز عقيدته ، فتُسلّمه ألواحاً خشبية و مساميراً ليبني بها بيتاً صغيراً ريثما تنتهي من أعمال المنزل ، و تعدّه أن يرى البيت الذي سيبنيه على أرض المقدس و تحتفل به بين نساء المُستعمَرة [ المُستوطَنة ] وتأخذه من يده الصغيرة وتقف أمام بيتها لتقول : انظر هناك (( القدس )) هذه أرضك التي وعدك الربّ إلهك و عليها ستبني هذا البيت على تلك الأرض ، ثم تذهب وتطلب من حكومتها قطعة أرض و تحصل عليها كمكافأة لتنميتها النزعة الدينية في عقل طفلها الصغير فتُنجز بذلك وعدها لابنها !
فتجدون أن الطفل يجتهد دون كلل أو ملل ، و دون أن يطلب ماءً أو حتّى طعاماً لينشغل به عن تحقيق الهدف الأسمى [ أرض الميعاد ] فهي لعبة كما ترون ، ولكنها لعبة خطيرة هدفها بناء أمّة لليهود ..

هل أصابتكم الدهشة والذهول ؟

انتظروا قليلاً ففصول هذه التربية الدينية المربوطة بالهدف السامي لم تنتهِ بعدُ ..
إنّها إذا أرادت أن تُطعم أبناءها الصغار من فواكه أرضنا المغتصبة فإنّها تضع طبقاً مليئاً بأشهى أنواع الفواكه (( التفاح ، والبرتقال ، والموز ، والعنب ..)) و قبل أن تمتد يده لتتناول صنفاً منها لابُدّ أن تُعزّز الهدف مجدداً فتسأله :
هل تعلم هذه الفاكهة من أين؟ فالسوق هو الرد الطبيعي لمثل هذا السؤال ..ولكن مُحال أن تجعلها إجابة منطقية لعقله الصغير الذي ينمو على الحقد والكراهية ..
فتأتيه الإجابة قبل أن ينطق أو حتّى يُفكّر : إنّها من أرض الميعاد يا ولدي ، أرضك وأرض أجدادك ثمّ تُمسك له بإحدى هذه الأصناف لتقول : لن نحصل عليها دوماً لأنّ الجويم يحرموننا منها ، فإذا كبرت عليك بقتلهم وتدميرهم حتّى تبقى لكِ هذه الأصناف التي أمامك ، فهل تُحب أن تُحرم منها يا صغيري ؟

المشهد الذي سأعرضه عليكم الآن هو المشهد الأكثر دموية و عُنفاً ..فبعد أن استثمرت قدراته ومهاراته ، ونمّت خياله الخصب من خلال لعبة البناء ، ثمّ عززت انتماؤه بأرض الميعاد من خلال ربطها بخيرات الأرض التي سلبها الجويم ، وأنّه إذا أراد الحصول عليها باستمرار فإنّ عليه قلع عين ذاك الطفل الملثم صاحب الكوفية ومن ثمّ قتله ..

يا تُرى كيف يتمّ تحقيق هذا الهدف ؟

من خلال اللَعِب المُمَنهَج والمُنظّم حسب الهدف أيضاً !
تُعطيه مسدساً و تُسلّمه ثلاث رصاصات [ طلقات ] ذات ألوانٍ ثلاث احفظوها جيداً
الأحمر والأخضر و الأصفر ..
ثمّ تضع الهدف أمامه ..أتعلمون ما هو؟
صورة طفل ملثم يرتدي كوفية و بيده حجر و تطلب منه أن يُصوِّب الطلقات الثلاث نحوه ..أين ؟
فإذا أراد اقتلاع عينه يتوجب عليه إطلاق الرصاصة ذات اللون الأصفر لتفقأ عينه
و الرصاصة ذات اللون الأحمر تُصوّب في فمه ، والخضراء لتستقرّ في قلبه الصغير، ليتحقق النصر بقتل الطفل بهذه الطريقة العنيفة الخالية من أي لوم من ألوان الضمير!!!

و الآن بعد هذا العرض الذي استرسلتُ فيه واسترسل القلم ، والذي لا يُمثّل سوى جزءاً يسيراً من طرق تربية الأمهات المُستَعمِرات لأبنائهم و تعزيز العقيدة الصهيونية فينشؤون حاقدين قاتلين إرهابيين ، و يتحولون من أطفال صغار إلى وحش آدمية تكّسّر العظم وتمزّق الجلد و تقتل بدمٍ بارد لأنّ هذا هو الحق ! وما خفي كان أعظم


تربية ،تعليم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع