مدونة د. أسماء صالح العامر


🗯️ قال أنس بن مالكٍ- رضي الله عنه-:«فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ كُلَّمَا نَزَلَ

د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer


24/07/2024 القراءات: 139  


🗯️ قال أنس بن مالكٍ- رضي الله عنه- :
«فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ كُلَّمَا نَزَلَ،
فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ ‌يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ ‌الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» .

🏷️ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ ُ‌يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : ولاحظوا دلالة ‌يُكْثِر ،
أن النبي - ﷺ - يُكْثِر من هذا الدعاء ؛
📘ولذلك بعض أهل العلم وضع هذا الدعاء في أذكار الصباح وأذكار المساء.

🏷️ الهَمّ :
هو المكروه المؤلم الذي يكون في القلب على أمرٍ مستقبل يخاف مستقبلاً آتيًا ، يخاف فوات دراسةٍ ، فوات منحةٍ جامعيةٍ ، موت أبويه ،

🏷️ أما الحَزَن :
فهو المكروه المؤلم على القلب على أمرٍ قد مضى : أي مضت به سنون صعبة ومرَّت به أحداث مُفْجِعة وأحوال صعبة فلا تزال تصب نيران الألم على قلبه ولا ينساها وتعود على الذاكرة مرةً بعد مرة وكرةً بعد كرة.
🖇️ لا شك أن هذا مما ينغِّص الحياة ويجعل فيها الكدر ،

📘 هذان الأمران استعاذ منهما النبي- ﷺ - لما فيهما من شدة الضرر على البدن وإذابة قواه ، يذيب البدن ويشوش فِكرَه وكذلك العقل ،

🖇️ والانشغال بهذين الأمرين :
(الهَمّ لأمر مستقبليٍ والحزن على أمرٍ قد مضى) يجعل حياة الإنسان مكدرةً ويجعل فؤاده منشغلا ، وربما يشغله عن الطاعات والواجبات .. هذا الهموم في شأن الدنيا .

🖇️ أما الهموم في شأن الآخرة لا بأس به،
🛎️ لكن لا يذهب به الحد الذي يذهب بالعقل والفكر والخاطر،
🛎️ أما الهم لأمر الآخرة باعتدال فهذا مما يجيل الإنسان في الطاعات ويبعث نفسه بالجد في العمل ومراقبة الله-سبحانه وتعالى- ؛
🗯️ لذلك قال النبي- ﷺ - :
«‌مَنْ ‌جَعَلَ ‌الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، هَمَّ الْمَعَادِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ»
أخرجه ابن ماجه والحاكم وغيره وصححه الألباني

🏷️ والعَجْز : عدم القدرة على فعل الشيء
فعدم القدرة هو أن يكون الإنسان مسلوب القدرة مقعداً لا يستطيع القيام للصلاة مريضاً لا يستطيع الذهاب لزيارةٍ لصلة رحمٍ..

🏷️ والكَسَل : فإنه التثاقل عن الفعل مع القدرة عليه
📎 تكون أعضاء الإنسان سليمة وظروفه جيدة لكن يتثاقل و يتباطأ .

🔑🗝️والعجز والكسل هما مفتاح كل شر

🏷️ الجُبن :
بمعنى الخَوَر والضعف وعدم القوة ،
فاستعاذ منه النبي- ﷺ -
-لأنه يحمل الإنسان على التقصير في أداء الواجبات والقيام بحقوق الله وإزالة المنكر
-الإنسان لا يقوى على فعل الخيرات إلا بشجاعةٍ من النفس وقوةٍ معتدلةٍ تتم بها العبادات
-إذا كان جبانًا فإنه لا يستطيع أن ينصر المظلوم ،
فالنبي - ﷺ - استعاذ من هذا لتكمل صفاته في كل أحواله وشرعه.

🏷️ والبُخْل :
هو رأس كل آفة ؛ لأنه يحمل الإنسان على المنع والتقصير في القيام بحقوق المال من حقوق الزوج والولد ومن حقوق كل ما أوجبه الله على الإنسان من الزكاة والصدقة ونحو ذلك ؛ وذلك بسبب الطمع الذي في نفسه .

🏷️ وضَلَع الدَّين :
شدته وثِقَله ، فالدَّين ثقيل ؛
-لأنه يميل بالإنسان عن الاستواء والاعتدال ،
-وكما تقول العرب: (أما ترى أن الرجل إذا استدان فإنه يحدِّث فيكذب ويَعِدُ فيخلف)
🔔 الإنسان مباح له أن يتحمَّل الدَّين في الشيء الضروري الذي يكون فيه حاجة قائمة ،
❌ أما الاستدانة لأجل كماليات الحياة فهذا أمرٌ غير محمودٍ ،
🗯️ وأيضًا العرب تقول:
(الدَّين هَمٌّ بالليل وذلٌّ بالنهار) ،

📎 همٌ بالليل : لأنه يمنع الإنسان النوم،
المَدين يخاف أن يشتكونه إلى الشرطة وإلى العمدة وإلى كذا فيخاف هذا الأمر خوفاً شديدًا

📎 وذلٌ بالنهار : لأنه يخشى في أي وقتٍ فجأةً أن يظهر له صاحب الدين ويحرجه أمام الناس أو يمسك بتلابيبه أو كذا؛

📘 ولذلك كان بعض نساء السلف:
إذا همَّ زوجها بالخروج إلى المعاش تقول له :( اتق الله ولا تطعمنا إلا حلالاً فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار) .

📘 وهذا فيه :
أن المرأة لا ينبغي ولا يجوز لها أن تحرج زوجها بكثرة الطلبات والتشديد عليه، وربما تأخذ المتيسِّر وتكون عشرتهم بالمعروف كما قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ) ،
(وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي ‌عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ) .

🏷️ وَغَلَبةَ الرِّجال :
بأن يتسلَّط عليه الرجال بأن يظلموه وأن يغلبوه بغير حق .
📎وهذا يؤدي إلى وهنٍ في النفس وضعف فيها ونوع مذلة وهوان فيكون الإنسان بعد ذلك فاترًا عن الطاعة والعبادة ،
📎أن هذا الخَوَر وهذه الأحزان والأوهام تؤدي إلى الحقد وإلى الانتقام ونحو ذلك.

#شرح_جوامع_الدعاء


أنس-خدم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع