مصر تاريخ وحضارة... حقائق تاريخية
الأستاذ الدكتور هشام فخر الدين | Prof.Dr.hesham fkhreldeen
07/05/2023 القراءات: 372
صفعة مؤلمة لأفروسنتريك
الصفعة المؤلمة جاءت من ألمانيا من معهد ماكس بلانك الذي حصل على جائزة نوبل هذا العام لأن فريق من المعهد نجح في حل معضلة تسلسل الحمض النووى لمومياوات مصر القديمة .
قاد البحث يوهانس كراوس مع فريق من علماء المعهد وخرج بنتائج رائعة استحقوا عنها جائزة نوبل هذا العام وكان عنوان البحث:
«أسود أم أبيض، الجنس المصرى اللغز أصبح الآن محلولًا».
أثبتت نتائج البحث أن أي جينات سوداء لم تظهر في جينات المصريين إلا بعد سنة 600 ميلادية وبنسبة ضئيلة جدًّا لا تتعدى ثمانية بالمائة 0.8 فقط وهى نسبة لا تُذكر وأن سبب ظهورها فى جينات المصريين كان
١- تجارة العبيد فى الدولة الرومانية التى كانت تسيطر على مصر وكل شواطئ البحر المتوسط
٢- التجارة البينية بين الأفارقة والمصريين عبر نهر النيل فى الفترة بعد ٦٠٠ ميلادية
ما يعنى أن جينات الافارقه لم يكن لها اى وجود منذ الأسرة الأولى و حتى قرب نهاية العصر الرومانى على يد العرب المسلمين سنة 641 ميلادية.
ركز البحث على حقبة زمنية امتدت من ١٣٠٠ قبل الميلاد حتى ٦٠٠ بعد الميلاد أي حوالى ١٩٠٠ سنة.
وجد الباحثين الألمان أن الجينات المصرية أقرب إلى حوض البحر الأبيض Levant مثل العراق، الأردن، لبنان، تركيا، فلسطين ولا يوجد أى صفه تجمعها بالجينات الأفريقية فى هذه الفترة فما بالنا بالفترات السابقة على سنة 1300ق . م والممتدة إلى التاريخ السحيق .
أخذ العلماء الألمان فى معهد ماكس بلانك عينات جينية من مومياوات منطقة أبوصير الملق وقارنوها بعينات من المصريين المعاصرين فكانت النتائج واحدة لا تتغير
ان هؤلاء أحفاد الأجداد وأن المصريين الان هم امتداد جينى لقدماء المصريين الذين عاشوا فى الفترة من سنة 1300 قبل الميلاد
واستنتج البحث أن الغزوات العديدة التى مرت على المصريين لم تؤثر على جينات العرق المصرى مطلقا
وهذا ما ذكره سابقا العالم لورنس ستامب حين قال: بالرغم من الغزوات الكثيرة التي مرت على مصر إلا أنه كان تغييرًا في الحكام ولم يكن تغييرًا في جنسية مصر .
البحوث الألمانية التى استمرت فى الفترة (٢٠١٧- ٢٠٢٢) تتفق تمامًا أيضا مع البحوث المصرية التي قام بها علماء مصريين مثل د زاهى حواس، د يحيى زكريا، د سمية إسماعيل فى سنة ٢٠١٠ والتى اثبتت أن البصمة الجينية المصرية امتدت عبر أربعة آلاف وخمسمائة عام من أسرة توت عنخ آمون إلى المصريين المعاصرين .
إذن نحن الآن امتداد لهذه الأسر الملكية كما أننا امتداد لاجدادنا من قدماء المصريين حتى الآن بلا اى تغيير أو تداخل جينى مع الأفارقة أو غيرهم .
لذا استحق فريق معهد ماكس بلانك الألمانى جائزة نوبل هذا العام عن هذا البحث الصفعة على وجوه الافروسنتريك .
مصر حضارة وتاريخ
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع