واجبات الطبيب المسلم من حيث كونه مسلما
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
22/12/2023 القراءات: 468
واجبات الطبيب المسلم من حيث كونه مسلما:
تتلخص هذه الواجبات أو أهمها فيما يلي :
ا- تعميق الوعي بأن الله تعالى هو المؤثر الحقيقي في هذا الوجود: فهو وحده- الخلاق العليم، وهو- وحده- الرزاق ذو القوة المتين، وهو الولي الحميد، وهو الناصر والمعين. ثم هو- وحده- واهب النجاح للطالب والرواج للتاجر، والنتاج للصانع، والحصاد للزارع، والشاء للمريض.
2- التوسل إلى هذا الوعي الإيماني بقراءة كتاب الله المسطور ، القرآن الكريم، وكتابه المنظور: الكون، واستجلاء ما فيهما من آيات تزيد صلة المرء بربه، وتنمي معرفته بنعمه، وتسمو بوجدانه عن جوانب الماديات من حوله، وتخلق منه نمطا إنسانيا فريدا ، قلبه مع الله يقود خطاه في هذه الحياة، ليستشعر أنه يقرض الله حين يعطي السائل، ولقدم لنفسه حين ينفس عن مكروب ، ويعود الله حلت يعي مريضا، ويشكره سبحانه حين يحسن كما أحسن الله إليه،
وحين ينفق كما أنفق الله عليه.
3- تعميق الوعي بقيمة النفس البشرية، ومراعاة ما لها من حرمة تستوجب الحرص على تنميتها وصونها، وإزالة المعوقات من طريقها.
4- تعميق الوعي بضرورة التزام منهج الإحسان أعني التقوى والمراقبة كقاعدة وسياج للفكر والعزم والقول والسلوك .
من النصوص التي تعمق هذا الاعتقاد:
قال تعالى: ( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت
أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين ) . الأ نعام/ 12.
ولعل سائلا يبادر: وما علاقة هذا بما نحن فيه ؟
إننا نبحث عن الآن عن واجبات الطبيب المسلم التي تقوم بها شخصيته، ويتحدد بها سلوكه، ومن هذه المقومات : الفكر والمعتقد، وليس لذلك من نهج أقوم من كتاب الله وسنة رسوله فمن أراد أن يكون إيمانا، وينمي يقينا، ويزكي نفسا، ويقوم شخصية ، فهذا هو السبيل.
هذا النموذج القرآني :
أريد أن ألفت النظر- سريعا- إلى نموذج من القرآن الكريم يعطينا صورة شائقة لسنة القرآن في التأثير القلبي والعقلي معا حين ، نريد أن نكون معتقدا، أو نقوم سلوكا في الفرد المسلم بصفة عامة وفي الطبيب المسلم بصفة خاصة .
تلك آيات الكتاب العزيز ، أن سورة الأنعام وهي إحدى السور المكية التي نزلت دفعة واحدة على نبينا r في إحدى الليالي التي كان عليه السلام يعاني فيها ما يعاني من صلف المشركين وعنادهم، وعتوهم واستكبارهم سيما في الحوار والمجادلة. تستهدف تعميق عقيدة التوحيد حيث كان المجتمع يحاول بالشرك، ويطاول بالوثنية، في الوقت الذي يطأطيء فيه للمادة، ويخلد فيه إلى أرض الهوى والشهوة .
وتتنزل سورة الأنعام.
تتنزل هذه السورة الكريمة مستهدفة أمرين:
الأول: إيتاء النبي r الحكمة وفصل الخطاب بالأدلة الدامغة، والآيات المفحمة بم تثبيتا لفؤاده، وإعلاء لحقه، ودحضا لباطل عدوه.
والأمر الثاني: تربية العقيدة الإيمانية كأساس للصلة بالخالق من جهة، والتعامل مع الخلق من جهة أخرى. ولنجتزيء - معا- بهذه الآيات:
( قل لمن ما في السماوات والأرض ) ؟
قل يا محمد ويا كل من يتأتى منه الخطاب : لمن ما في السماوات والأرض ولا تنتظر من أحد جوابا.. فلا جواب إلا هذا.. قل لله.. وستتساءل: سلمنا أن كل من ما في السماوات والأرض لله فهل يتفق مع قضية الألوهية أن يعطي الكافر عطاء ممن كفر به، أو أن يعطي الفاسق رزقا بمن فسق عن أمره؟
لقد كان المتبادر كذب كل ملك وكل رئيس أن العطاء لمن أطاع واستقام فأما أن نرى العطاء كذلك لمن يحادون الله ويشاقون رسوله فهذا ما لا نسيغ له فهما، فهل إلى مقنع من سبيل؟
ويوافي الرد في الآية: كتب ربكم على نفسه الرحمة فما دام الله تعالى قد كتب على نفسه الرحمة، وكتب أنها تسبق غضبه، هي إذا ليست رحمة الجزاء ولكنها رحمة العطاء.
إن رحمة العطاء تسع كل شيء، وقد قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء ) ثم إن رحمة العطاء تسبق أو تغلب رحمة الجزاء.
طبيب- واجبات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع