مدونة محمد كريم الساعدي


جماليات البناء الأنطولوجي للشكل الفني / الجزء الثاني

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


08/02/2024 القراءات: 93  


إنَّ ما يعطي للصورة الفنية بنائها الشكلي هي العناصر الداخلة في تكوينها ، من حيث أن هذه العناصر هي التي يمكن للفنان في المجالات الفنية المختلفة بصورة عامة والفن المسرحي بصورة خاصة التركيز عليها في الوصول الى ما هو مأمول من معنى يصل الى المتفرج ، ومثلما ذكر الدكتور (زكريا إبراهيم ) فإن أول هذه العناصر هو :
1. المادة : والمادة في المجال الفني المسرحي متنوعة ، وتبدأ من النص الذي يقع في مجال الكتابة ذات البعد الأنطولوجي من خلال ما يكتب ويقدم عن الأفكار المجردة في ذهنية الكاتب الى ما يكتب على الصفحات ، ويدون من خلال الحروف والكلمات والجمل والبناء النصي في هذا المجال ، أما العناصر الأنطولوجية الأخرى المكونة للعمل الفني المسرحي فهي تأتي على شكل مفردات العرض من ( ممثلين ،وأزياء ، وإكسسوارات ، وديكورات ، واضاءة ، وخشبة المسرحي وغيرها ) التي يجسد من خلالها البناء الجمالي وأنطولوجيته في إطاره الشكلي والفني المقدم في العرض المسرحي ، ومن هنا فإن المادة التي يحولها المبدع الى صورة مرئية هي في الأصل مادة خام لكن المبدع هو الذي يصيغها في مجالها الأنطولوجي الشكلي الجمالي ، أي أن " المادة الخام لا تكتسب صبغة فنية فتصبح مادة استطيقية ، إلا بعد أن تكون يد الفنان قد امتدت اليها فخلقت منها (محسوسا جماليا)" (4)يشكل البعد الجمالي في العمل الفني.
2. الموضوع : إنَّ المسرح في مجاله الفني والثقافي والاجتماعي يعد المتبنى المهم والمباشر في تقديم المواضيع المسرحية الداخلة في خدمة المجتمعات الإنسانية منذ اللحظات الأولى التي ولد فيها المسرح ، وكل ما قدم في المسرح ابتداءً من الإغريق الى الوقت الحاضر كانت الموضوعات المقدمة غايتها جذب المتفرج اليها على الرغم من أختلاف ما يهدف اليه المبدع من خلال بناءه الشكلي في موضوعاته الجمالية المقدمة في المسرح .
3. التعبير : إنَّ ما يميز المسرح هو مجاله التعبير الذي يقدمه المبدع من خلال تشفير مضمونه الفكري في إطاره الشكل المقدم من خلال عناصر الصورة الفنية المقدمة في المسرح ، من حيث أن البناء الشكلي " الذي يتميز به غرض مجسد في صورة ما أو عبر رمز لا وجود ظاهراتياً له في العالم الحقيقي . فالموضوع في هذا المضمار يتعلق بإدراك الشكل على أنه وحدة ، وهيئة تشير الى وجود كل يهيكل أقسامها بشكل منطقي " (5) داخل في تكوين التعبير الفني عن المضمون الفكري في إطار البناء الأنطولوجي للبناء الشكلي وجماليته المتمركز في فضاء البث المسرحي ، وصولاً إلى فضاء (التلقي / الجمهور) في المسرح.
الهوامش
1. د . زكريا إبراهيم : مشكلة الفن ، القاهرة : مكتبة مصر ، ب، ت ـ ص 27.
2. فريد الزاهي من الصورة الى البصري ، الدار البيضاء : المركز الثقافي للكتاب ، 2018، ص90.
3. د. عقيل مهدي : السؤال الجمالي ، بغداد : سلسلة عشتار الثقافية ، 2008، ص270.
4. د . زكريا إبراهيم : المصدر السابق ، ص 27.
5. جاك أومون : الصورة ، ترجمة : ريتا الخوري ، بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ، 2013، ص 69.


الجمال الانطولوجيا الشكل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع