قراءة تحليلية لواقعة أخلاقية بين طرفين أحدهما قطب موجب والأخر سالب
عبد الحميد بغوره | ABDELHAMID BEGHOURA
04/12/2022 القراءات: 622
مجريات الواقعة
حدث وأن خطب رجل إمرأة من أصول أمازيغية تعمل طبيبة في إحدى كبرى المستشفيات في المنطقة، كعادة أي رجل توسط لأهل الفتاة التي ترك أبوها العائلة وانفصل عن أمها حتى بلغ أخاها وتم الوفاق بينهم بعد رجاء وإظهار للصلاح من حيث الجانبين الديني والمادي، على مهر يسير تسهيلا من جانب أهل الفتاة، وتم حفل الزواج على أحسن مايتم به زواج رجل بامرأة، عاشت الفتاة مع زوجها فترة عند أهله ثم انتقلا للسكن لوحديهما في مسكن اكترياه بالقرب من مكان عمل الفتاة، لم تبخل الفتاة على زوجها ولا على أهله من مالها بشيء بل كانت تتحمل أعباء مصروفات الكراء وكذا إعمار المنزل بما يلزم من أثاث وأدوات منزلية وغيرها على عاتقها لا تسأل مال زوجها منه شيئا حتى أجرته من عمله لا يمس منها شيئا
غير آبهة لشيء فيما يتعلق بالنفقة عاملة بمفهوم المكاسية والمكارمة في العلاقة الزجية، وتمر الأيام بحلوها ومرها حتى اختلفا فيما يختلف فيه زوجين اثنين بينهما فبعث بها إلى أهلها مع صغيرها في يوم شديد الحر يلفح هواءه الوجوه تاركا إيها أمام منزل دارها تنتظر رغم علمه المسبق بعدم تواجد أهلها فيه، فصبرت صبرا جميلا بعد أن هاتفت أخها ليصل إليها في زمن مقداره ساعتين أو يزيد، بعد مضي أيام عدة هاتفت والدة الزوج أهل الفتاة يبغون مرجعها قائلة لأمها إنا إليكم قادمون فاعزموا أمركم واحزموا متاعكم لنردكم إلى بيت زوجكم- فلا عجب فهي عندهم الآمرة الناهية سيدة القرار في كل صغيرة وكبيرة حتى في مسائل الرجال - كظمت الفتاة وأهلها غيظ شنيع ما صنع زوجها عملا بقوله تعالى "وأن تعفوا خير لكم"، ردت الزوجة إلى زوجها لكنها لاحظت منه أفعالا تنزع منه رداء الرجولة، إن كان قد اتصف بها ابتداء أصلا، فقد وقع ناظرها على رسائل مصادفة تفيد باجتماعه بامرأة بعد أن تراودا بينهما وتواعدا من مدة ليختلي بها في بيتها هي مستغلا غيابها إلى بيت أهلها، فأي خصلة ذمية تعادل صنيعه هذا، ويا ليته انتهى إلى هذا الحد بل وصل به الأمر أن حجر على زوجته استلام راتبها بنفسها ومنع عليها الخروج لقضاء احتياجاتها بحجة أنها إمرأة متغافلا أنها تخرج للعمل وبل تعمل ليلا مداومة، حتى حصل ذات يوم أن هاتفت أخاها الذي ترك إدارة المدرسة وشواغله من أجل أن يرافقها لقضاء ما احتاجته ولم تكسر كلمته، وتجري بعدها الأيام ويحصل أن منعها من دخول بيتها بعد حجزه إياها مفتاح الشقة التي تشتريها هي وتتحمل أعباء استأجرها لتنتظر أمام الشقة بعد فراغها من شغلها حتى يأتي هو من عمله، بلغ بها السيل الزبى بعد أن استنفذت صبر أيوب فلم يعد للعشرة بقية بعد سوء، غادرت الفتاة بيتها إلى أهلها وفي نفسها ألا تعود حتى يأذن لها أو يحكم الله وهو خير الحاكمين، فجمعت أخاها وأعمامها وأخوالها فكانوا على قلب رجل واحد على أن يوقف الرجل عند حده ويغرم ثمن أفعاله الشنيعة بعد أن يمثل أمام جماعة الصلح بينهم .
قراءة تحليلية للواقعة
يظهر من سرد أحداث الواقعة أن:
الفتاة تمتاز بصفات أخلاقية راقية تعكس مستواها العلمي الراقي إذ أنها طبيبة متخصصة في أمراض الدم، تقيم للرابطة الزوجية والأسرية وزنا؛ فرغم كل العداء الذي لحقها من زوجها والإهانات التي لا تليق بمستواها كطبيبة فهو دونها في المستوى التعليمي بأشواط ناهيك عن المستوى الأخلاقي، فهي عالمة بحدود ما يجب عليها الإلتزام به وزيادة.
-يظهر أن الزوج قلل من قيمتها واحتقرها ظنا منه أنه ليس لها غيره وأن ليس لأبيها أن تشتكي إليه .
-تدخل الأقارب( الأم) في حياتهما واتخاذ القرارات الحاسمة التي تخص الأسرة نيابة عن الذي يحق له تقرير مصيره بنفسه وهو الزوج.
-كأن الزوج ينقم من زوجته نجاحها ويغار من ذلك أو أن أهله كأخواته وأمهم يفعلون .
-إن الذي يعول عليه في نجاح العلاقة الزوجية ودوام استمرارها هو أن تبنى على المكارمة والمكايسة من كلا الطرفين ولا يشترك أحد غيرهما في إتخاذ أي قرار يخص مجرى حياتهما .
-التقارب العلمي بين أطراف العلاقة الزوجية ليس ضروريا لكن يسهل مسألة التعاشر بسلاسة
-إن الذي يناب عنه في اتخاذ أبسط القرارات في مشاكله لايصلح أن يكون أهلا لإقامة أسرة وتحمل مسؤولياتها .
-فعل الخيانة المتكرر من أحد أطراف العلاقة الزوجية يأذن بخراب الرابطة وقطعها.
-لا يملك القول أن الفتاة أساءت الاختيار لان الرجل تنكر بحسن فعاله، فقرارها كان صائبا بحكمها وأهلها على الرجل بالظاهر فهم لايملكون الاطلاع على سرآئر القلوب وما تخفيه الأقدار .
-الزوجة الصالحة جوهرة يستغلها الرجل حتى إذا فقدها أحس بقيمتها.
أسرة، زوج ،زوجة، حسن عشرة، مستوى عالي، تعليم، قرارات حاسمة ، تحليل، قطب موجب، قطب سالب.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة