مدونة بلوافي عبدالرحمن بن هيبة


دعوة إلى التوبة وبناء المجتمع

بلوافي عبدالرحمن بن هيبه | belouafi abderrahmane ben haiba


30/01/2023 القراءات: 919  


إلى الذي إرتكبوا ظلم في حق غيرهم ، كيف ما كانت نوعية هذا الظلم أدعوهم ألى التصالح مع انفسهم ،
والانابة إلى الله ، فإن رحمة الله واسعة تسع جميع الخلائق ، مهما ارتكبوا من ذنب ومهما فعلوا من أثام
إذاعادوا إلى الله بالتوبة من أفعالهم مخلصين إلى الله في نيتهم مقتنعين في أنفسهم ، أن
الله يقبلهم ويتبوب عليهم ، بل ويبدل سيئاتهم حسنات ؛ قال تعالى{ إلامَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
باب الله مفتوح لكل من أراد أن يتوب عما إقترف من ذنب أو معصية أو أرتكب من جرائم حتى لو كانت هذه
الجرائم قتل بني البشر بغير وجه حق ، فليس لإ أحد أن يغلق باب الله المفتوح أمام غيره ؛ ونحن لانقول هذه
الكلمات من رأينا او من أنفسنا بل هي من الله الذي يقبل التوبة من عباده ولنا الدليل على ذلك ما ورد في حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنْ أبي سعِيدٍ سَعْد بْنِ مالك بْنِ سِنانٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَن نَبِيَّ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً ، فسأَل عن أَعلَم أَهْلِ الأَرْضِ فدُلَّ على راهِبٍ ، فَأَتَاهُ فقال : إِنَّهُ قَتَل تِسعةً وتسعِينَ
نَفْساً ، فَهلْ لَهُ مِنْ توْبَةٍ ؟ فقال : لا فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مِائةً ثمَّ سألَ عن أعلم أهلِ الأرضِ ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ فقال: إنهَ قَتل مائةَ نفسٍ فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبةٍ ؟ فقالَ: نَعَمْ ومنْ يحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التوْبة ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كذا وكذا ، فإِنَّ بها أُنَاساً يعْبُدُونَ الله تعالى فاعْبُدِ الله مَعْهُمْ ، ولا تَرْجعْ إِلى أَرْضِكَ فإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ أَتَاهُ الْموْتُ فاختَصمتْ فيهِ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ وملائكةُ الْعَذابِ . فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمَةَ : جاءَ تائِباً مُقْبلا بِقلْبِهِ إِلى اللَّهِ تعالى ، وقالَتْ ملائكَةُ الْعذابِ : إِنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خيْراً قطُّ ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صُورَةِ آدمي فجعلوهُ بيْنهُمْ أَي حكماً فقال قيسوا ما بَيْن الأَرْضَين فإِلَى أَيَّتهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأَرْضِ التي أَرَادَ فَقبَضْتهُ مَلائكَةُ الرَّحمةِ » متفقٌ عليه. وفي روايةٍ في الصحيح : « فكَان إِلَى الْقرْيَةِ الصَّالحَةِ أَقْربَ بِشِبْرٍ ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها » وفي رِواية في الصحيح : « فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إِلَى هَذِهِ أَن تَبَاعَدِى، وإِلى هَذِهِ أَن تَقرَّبِي وقَال : قِيسُوا مَا بيْنهمَا ، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أَقَرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفَرَ لَهُ » . وفي روايةٍ : « فنأَى بِصَدْرِهِ نَحْوهَا «.
وعلى من أرتكب في حقهم ظلم المسامحة والصفح والعفو إذا طلب منهم ذلك، لان الثوب الذي إعده الله للعافين عن الناس هو الجنة. ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعْتُ نَهْشَلا ، يُحَدِّثُ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ : أَيْنَ الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ ؟ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ خُذُوا أُجُورَكُمْ ، وَحَقَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِذَا عَفَا أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ " .
وإن العفو من خصال رسولنا الكريم ؛ حيث أمرنا الله إن نقتدي به ؛ فقدى أذي من طرف المشركين في مكة فهجرإلى المدينة ؛ لكن لم كانت له الغلبة؛ و فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودخلها نهاراً بعد أن خرج منها ليلاً، وحطم الأصنام بيده، ووقف أهل مكة يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم رسول الله جزاء ما قدموه له من إيذاء لا يحتمله إلا أهل العزمات القوية، إلا أنه قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. فاسترد أهل مكة أنفاسهم وبدأت البيوت تفتح على مصاريعها لتبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه، الله أكبر، ما أجمل العفو عند المقدرة.. لقد برز حلم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الذي سار عليه الأنبياء من قبله.
وهذا هو الطريق الذي يجب إن يسير عليه كل من يقول لا إله إلا الله محمدرسول الله، وإن ضل يوما عن الطريق،فما أحوجنا إلى التسامح في مجمتعنا الذي نحن فيه ، التسامح الذي من خلاله نشييد مجتمع متامسك
ودولة قوية ، فعلى كل من يريد أن يساهم في المجتمع أن يقول عفى الله عما سلف ، ولنطوي صفحة الماضي
ونفتح صفحة جديدة من أجل المستقبل.


دعوة إلى التوبة، وبناء المجتمع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع