فِرق الإنقاذ... ملائكة باجساد بشرية
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
10/02/2023 القراءات: 654
تمثل الزلازل والنكبات الطبيعية حدثاً مدمراً للجنس البشري لما يتركه من آثار تدميرية على البنى التحتية والبشر على حداً سواء، إذ يصير البنايات الشاهقة ركاماً تجعل من يسكنها رهين المحبسين تعلوه وتدنو منه الأنقاض المتولدة عن سقوط تلك المنازل بفعل الزلازل.
وفي تلك الحالة تأتي دور فِرق الإنقاذ والمتطوعين لتكون بمثابة الحياة في مستنقع الموت، والفرج بعد الشدة، والتضحية بالروح من أجل أن تحيا أرواح، من غير أن يُسئل المنوب عن لونه ودينه ووطنه وميوله السياسي وانفعاله الثقافي، وهذا شيء عظيم ولكن ما هو أعظم ان تندرج عدة عناصر الي عملية الإنقاذ لتصيرها جلسة علاج نفسي وشحذ للهمم ورفع للمعنويات وممازحة للأطفال وتسليتهم أملاً في التخفيف عنهم لحين زوال المحنة وانقاذ النسمة، فضلاً عن تزيين عمليات الإنقاذ بذكر الله وتلاوة القرآن الذي يُسّكن النفس الثائرة بفعل الزلازل وما خلفه من أثار، وكل هذا وهم معرضون للموت نتيجة دخولهم في أنفاق وقتية غير مستقرة عبارة عن طبقات أسمنتية الوحدة فوق الأخرى من أجل إنقاذ روح بشرية من الموت المحقق.
إن هذا الصنيع الذي قدمته فرق الإنقاذ والمتطوعين في سوريا وتركيا يمثل درساً عملياً في الفداء والمهنية والرحمة والتجرد الذي يقترب من الانسانية ويبتعد عن العنصرية والاقليمية...
فرق، الإنقاذ، المتطوعين، الزلازل، اثار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف