مدونة جميل المنديل


أنثروا القمح فوق رؤوس الجبال حتى لا يقال: جاع طير في بلاد الإسلام🕊️

جميل ابراهيم منديل | Jameel Al Mandil


03/01/2025 القراءات: 10  


أنثروا القمح فوق رؤوس الجبال حتى لا يقال: جاع طير في بلاد الإسلام🕊️

مقالة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ونسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه) ولم نقف عليها مسندة أو مرسلة أو حكاية في كتب التاريخ؛ ولكن نسبة إليه هذه الحكاية؛ لما اشتُهر عنه من العدل والإحسان إلى الناس في عهده حتى لم يكن هنالك فقير أو مسكين وطرحت البركات والخيرات في عصره، وعم الأمن والامان والرخاء والرفاهية بين شعوب خلافته وتم العدل على جميع رعيته وأهل زمانه.

وهذه المقولة وإن لم تصح عن عمر بن عبدالعزيز، ولكنها مقولة عمل بها المسلمون في الكثير من المواقف، فقد جعلوا أوقافا خاصة بالحيوانات السائبة أمثال الكلاب والقطط والطيور والعصافير وغيرها، وهذا الأمر مدون في ملفات الأوقاف في عصرنا هذا -ديوان الوقف السني العراقي-، ومن يطلع على الحجج الوقفية في الخلافة العثمانية يجد أمثال ذلك الكثير من تنوع الأوقاف على الإنسان والحيوان وحتى على البنيان وهذا مدفوع بنصوص من السنة والقرآن، وهي أكثر من أن تذكر يلخصها أن هذا الدين دين رحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ‌إِلَّا ‌رَحْمَةً ‌لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
«صحيح البخاري» (3/ 132 السلطانية برقم 2466):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقَالَ: فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ ‌رَطْبَةٍ أَجْرٌ.».

💡اما نثر القمح على رؤوس الجبال فقد صح هذا الفعل في الدولة العباسية في ديار بكر والولاية العباسية، ومن قام بذلك الأمير أحمد بن مروان الكردي.

🗒️ترجمة أحمد بن مروان: أبو نصر الكردي وقيل أبو منصور نصر الدولة استولى على الإمارة بعمر 22عامًا، وكانت مدة إمارته 52عامًا ومات عن عمر 83عامًا. وحكم ميَّافارقين(Silvan/ بالتركية تابعة لديار بكر) وديار بكر، وكان من حسنات الخلافة العباسية وأحد أعمدتها وأركانها ومن خيار الملوك وأكرمهم وأعدلهم عبقري السياسة ومهندس الدولة وحامي حدودها، ولم يكن يسارع إلى النزاع والقتال بل كان يداري الملوك إذا قصدوا ملكه وشعبه فإذا رأى جيشًا يتجه نحو بلاده أرسل كما يكفي هذا الملك من المال لرجع عمّا عزم عليه من القتال ، فإذا قيل له : مئة ألف دينار مثلًا بعث بها إلى الملك لدفع شره عن بلاده، وكان من الامراء المحافظين على الصلوات مع العدل الحزم في إدارة الملك.

وهذا الأمر لم يكن إلا صونا للدماء ودفاعا عن خراب البلاد وبسبب ميله إلى العدل وعدم سفك الدماء في مغامرة أو حرب طُرحت في إمارته البركة والخير حتى رخصت الاسعار وعمرت البلاد وزال الفقر والحاجة عن الناس حتى اغتنوا بالأموال وعاش شعبه في رغد ورفاهة من الحياة، ثم قصده الشعراء وسكن في جواره العلماء والزهاد؛ لما وجدوا من الامن والامان، حتى نثرت الحبوب عصره على رؤوس الجبال لإطعام الطيور، حيث بلغه أن الطيور تخرج من الجبال إلى القرى في الشتاء بحثًا عن الاطعام والارزاق؛ فكانت سهل الاصطياد لما فيها من وهن وجوع، فعندما سمع بذلك أمر أن تفتح مخازن الحبوب، وأن يحملوا إليها من الحبوب ما يغنها ويسد جوعها فكانت في ضيافة هذا الملك حتى وفاته رحمه الله وأسكنه فسيج جناته.( 377هـ-453هـــ).

المصادر والمراجع: 📚

«المنتظم في تاريخ الملوك والأمم»(16/ 71)، https://www.alukah.net/sharia/0/159885/الوقف-على-الحيوان/، مقالة من روائع أوقاف المسلمين- https://aqsaonline.org/BlogPosts/Details/f584baf2-74ba-4102-b263-227288d9711a



النبي- البخاري- الوقف- الطيور - الوزير- العثمانية- العباسية- أحمد بن مروان-


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع