منثورات سيوطية (1)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
30/09/2023 القراءات: 975
المُغني والمجموع:
قال السيوطي:
المغني أجل كتب الحنابلة. وعلى منواله نسجَ الشيخ محيي الدين النووي كتابه شرح المهذب.
***
تصحيح تحريف:
جاء في كتاب "البدور السافرة في أحوال الآخرة" للسيوطي (ص: 615) من طبعة دار الكتب العلمية: "وفي الماشين للصابوني".
والصواب: "وفي المئتين للصابوني".
***
مِن توفيق الله اكتشافُ الإبرازة الثانية من: "تقرير الاستناد في تيسير الاجتهاد" للجلال السيوطي، في المغرب، وهي تزيد على النسخة الهندية أكثر من الثلثين.
ويسّر الله خدمتها، ونشرها، وهي على موقع دائرة الشؤون الإسلامية بدبي.
وكان السيوطي يريد إلحاق هذا الكتاب بكتاب سيرته الذاتية: "التحدُّث بنعمة الله"، ولم نجده في النسخة الخطية الوحيدة من "التحدُّث"، فنفذتُ رغبته، وألحقتُه به في خدمتي وترميمي واستكمالي له، وصدر مطبوعًا، والحمد لله.
ولعل الله ييسر قراءة "تقرير الاستناد"، فهو غنيٌّ بالنصوص والفوائد.
دبي: (20) من رجب سنة (1443).
***
بعد تأمل وبحث ظهر لي ما يلي:
-ترجم السيوطي للإمام مالك بن أنس في أول شرحه الكبير على الموطأ: "كشف المغطى في شرح الموطا" ترجمة موسعة. وهذا الشرح لم يتم.
-ثم في سنة (٨٩٩) اختصرَها في أول شرحه المختصر: "تنوير الحوالك على موطأ مالك".
-ثم عاد سنة (٩٠٠) إلى الترجمة الأولى وأضاف عليها، وحذف منها، وجعلها في كتاب مفرد سمّاه: "تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك".
***
عملان لم يُظهرهما السيوطي في حياته:
-رسالته: "الاستيقاظ والتوبة"، حَكى فيها علاقته بشيخه في التصوف.
-قصائده في علم الحياة الخاصة (المعاشرة الزوجية).
وقد يسر الله تحقيق الأولى، ونشرها.
وأما الثانية فيصعب نشرها.
***
التثبت عند السيوطي:
ذَكر السيوطي شيخَه تقي الدين الشُّمُنِّي في كتابه "التحدث بنعمة الله" فقال (ص: 59): "ولزمتُ مِنْ أولِ سنةِ ثمانٍ وستين [868] شيخَنا الإمامَ العلامةَ تقيَّ الدينِ أحمدَ بن الكمال محمد بن محمد بن حسن الشُّمُنيَّ الحنفيَّ، فأخذتُ عنه الحديثَ والعربيةَ والمعاني، وسمعتُ عليه قطعةً كبيرةً من "المطول"، و"توضيح" ابن هشام، وقرأتُ عليه روايةً الكثيرَ، وكتبَ لي تقريظًا على تأليفي "شرح ألفية ابن مالك"، وعلى "جمع الجوامع" في العربية، وشهدَ لي غيرَ مرةٍ بالتقدُّم في العلومِ بلسانِه وبنانِه، وخرّجتُ له "فهرستَ مرويَّاته"، و"جزءًا" فيه الحديثِ المسلسلِ بالنحاةِ، ومدحتُه بقصيدةٍ فـسرَّ بها وأعجبته، ورجعَ إلى قولي مجرّدًا في حديثٍ فإنه أوردَ في "حاشيته على الشفا" حديث أبي الحمراءِ في الإسراءِ، وعزاه إلى تخريجِ ابن ماجه، فاحتجتُ إلى إيراده بسندِه فكشفتُ ابنَ ماجه في مظنَّته فلم أجدهُ، فاتهمتُ نظري فمررتُ عليه مرةً ثانيةً فلم أجدهُ، فعدتُ ثالثةً فلم أجدهُ، ورأيتُه في "معجم الصحابة" لابن قانع، فجئتُ إلى الشيخِ وأخبرتهُ، فبمجردِ ما سمعَ مني ذلك أخذَ نسختَه وأخذ القلمَ فضربَ على لفظِ ابن ماجه وألحقَ ابنَ قانع في الحاشيةِ، فأعظمتُ ذلك وهبتُه لعظمِ منزلةِ الشيخ في قلبي واحتقاري في نفسي فقلتُ: ألا تصبرونَ لعلكم تراجعون؟ فقال: لا، إنما قلَّدتُ في قولي البرهانَ الحلبي".
فانظروا إلى تثبته في مراجعة سنن ابن ماجه!
***
السيوطي يتطلب كتابًا:
جاء في «كشف الظنون» (2/ 1296):"الفوائد الجمّة فيمن يجدد الدينَ لهذه الأمة لابن حجر العسقلاني، ذكره في (فهرست مؤلفاته).
قال السيوطي: لم أقف عليه مع شدة طلبي له، لأنه وعدَ في "مناقب الشافعي" أن يبين مَن يصلح أن يتصف بذلك في رأس المئة الثالثة، وما بعدها».
***
أسأل نفسي دائمًا: كيف ألَّف السيوطي كتابه "الدر المنثور في التفسير المأثور"، ما الطريقة التي اتبعها في جمع المادة؟
***
من المشروعات العلمية الرائدة استخراج مصادر السيوطي في مؤلفاته كلها، فيا معشر الباحثين الأبطال: هيا نحو موسوعة مصادر السيوطي في مؤلفاته.
***
المنفرجة من مصادر السيوطي في "شقائق الأترنج".
***
جاء في ترجمة السيوطي في مقدمة ناشر "التيسير" للمناوي (وهي غير مرقمة):"ولد في أسيوط". وهذا غير صحيح، فهو لم يولد هناك، ولم ير أسيوط.
***
السيوطي وابن الوردي
جمع ابنُ الوردي في "ديوانه" نثرَه وشعره، ويبدو أن السيوطي تابعه فله: "ديوان شعري ونثري".
وجاء في "بلبل الروضة" له ضمن "المقامات" (1/288) ط الدروبي:
"قال الشاعر:
ديار مصر هي الدّنيا وساكنها … هم الأنام فقابلها بتقبيلِ
يا مَن يباهي ببغداد ودجلتها … مصر مقدّمةٌ والشرح للنيل"
وهما لابن الوردي في ديوانه ص (176). وهذا من إعجاب السيوطي بابن الوردي.
***
القسطلاني يعرِّض بالسيوطي:
جاء في «شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» (1/ 174):
«يقول بينما) بالميم (موسى) عليه الصلاة والسلام (في ملأ) بالقصر أي في جماعة أو أشراف (من بني إسرائيل) وهم أولاد يعقوب عليه السلام، وكان أولاده اثني عشر وهم الأسباط وجميع بني إسرائيل منهم (جاءه رجل) جواب بينما، والفصيح في جوابه كما تقرر ترك إذ وإذا نعم ثبتت إذ في رواية أبي ذر كما في فرع اليونينية كهي. قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف على تسمية الرجل (فقال: هل تعلم أحدًا أعلم منك) بنصب أعلم صفة لأحدًا؟ (قال) وفي رواية الأصيلي فقال (موسى لا) أعلم أحدًا أعلمَ مني، وفي التفسير: فسُئل أيّ الناس أعلم؟ فقال: أنا فعتبَ الله عليه أي تنبيهًا له وتعليمًا لمن بعده، ولئلا يقتدي به غيره في تزكية نفسه فيهلك.
ولا ريب أنَّ في هذه القصة أبلغ ردّ على مَنْ في هذا العصر حيث فاه بقوله: أنا أعلمُ خلق الله، وإنما أُلجئ موسى للخضر للتأديب لا للتعليم فافهمْ».
قلتُ: يَقصد القسطلاني بتعريضه هذا عصريَّه السيوطي، فقد قال: أنا أعلمُ خلق الله قلمًا وفمًا.
***
إذا قال السيوطي: الأصبهاني يقصد محمودًا. وإذا أراد الراغبَ صرَّح به.
***
لمن هذه الحاشية على البيضاوي المنسوبة إلى السيوطي في مكتبة عارف حكمت؟
***
مقترح بحثي: نظرة السيوطي إلى التاريخ من خلال "الشماريخ" و"الكاوي".
***
منثورات سيوطية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع