مدونة البيتي العلمية


الخنفشارية في الإعلام على أصولها

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


31/12/2023 القراءات: 428  


تحكي العرب أن رجلاً يجب على كل سائل سئله ولا يرد أحد، فلاحظه أصحابه، فأجمعوا أمرهم لاختباره، بتكوين كلمة ليس لها أصل وهي «خنفشار» فسألوه عنها، فأجاب وبسرعة: بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن إذا أكلته الإبل عقد لبنها، قال شاعرهم اليماني : لقد عَقَدَت محبتُكم فؤادي .... كما عقد الحليبَ الخنفشار، وقال داود الأنطاكي في (تذكرته) كذا وكذا ، وقال فلان وفلان .. حتى أتى ذلكم الرجل ليقول: وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا استوقفه أصحابه قائلين: كذبت على هؤلاء ، فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم. وتحقق لديهم أن ذلك المفتي كذاب، وأنه يتعالم وليس بعالم.
وكم في هذا الزمان من الخنفشاريين نراهم في كل مجال، في الدين نراهم يفتون بغير علم ولا هدى، وفي الطب يشرحون المريض بدون فائدة، وكذلك نرى من يتكلم في غير مجاله، مدعي العلم والمعرفة.
ما أكثر الخنفشاريين في جانب الإعلام، عند ما يصرحون بما لم يحصل، فقط يريدون الشهرة الخنفشارية، وربما كذبوا على مصادر رسمية لم تقل شيء مما قالوه، مثل الخنفشاري الذي أراد التقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم زوراً وبهتاناً.
أن الشهرة الخنفشارية لها شكل آخر، ألا وهي الشائعات، التي تظهر هنا وهناك بدون حصر، لتزعزع أمن الدولة والمجتمع.
رسالتي إلى بني خنفشار، أن الخنفشارية تتسبب أحياناً في تقليل قدرك عند المجتمع بأسره بسبب تحليل واهٍ كحال صاحبه، فصمتكم خير من نطقكم، وجهلكم خير من تعالمكم، و(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).


الإعلام الشائعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع