دور جماعات المساندة النفسية في تخفيف حدة اضطراب الكرب ما بعد الصدمة (PTSD)
15/02/2023 القراءات: 1843
تسبِّبَ الأحداثُ التي تهدِّد الانسان بالموت أو بالإصابة الخطيرة ضائقةً نفسية شديدة وطويلة الأمد (مزمنة)،
تعرف لدى الممارس الصحي النفسي بمصطلح (اضطرابُ الإجهاد أو الكرب ما بعد الصدمة) حيث يعاني المصاب من ذكرياتٍ متكرِّرة اقتحاميه للحادث الصادِم ويلجأ بالتالي لتجنب أيَّ شيء يذكره بالحدث .
استجابة الافراد لنفس الحدث استجابة فردية البعض تكون التأثيرات لديهم مستمرة وشديدة بحيث تكون منهكة مؤثرة على مجالات الحياة في الأدوار الاجتماعية المتعددة والبعض تكون التأثيرات مؤقتة ، فقد الاعراض لأكثر من شهر واحد، وقد تستمر لـ مدَّة تصل إلى 6 أشهر من الحدث.
الأعراض تنقسم إلى الفئات الأربع التالية
أعراض اقتحامية ( يغزو الحدث أفكارهم مرارًا وتكرارًا) الحدثُ الصادم يعاود اقتحام مجال الوعي والذاكرة مرارًا وتكرارًا على شكل ذكريات لاإرادية أو غير مرغوب فيها أو كوابيس متكررة بعض المرضى يسترجع الأحداث كما لو كانت تحدث فعلًا .
أعراضُ التجنُّب (تجنُّب أي شيء يذكِّرهم بالحدث) باستمرار يتجنَّب المرضى الأشياء التي تذكرهم بالصدمة ويعد ذلك تعطيل لحياة الفرد مؤثرا فيها
التأثيرات السلبيَّة في التفكير والمزاج التفكير السلبي الانتقائي والتلقائي يسيطر على نمط التفكير مصحوبا بالتغيرات الواضحة في الوجدان والانفعالات مما يؤثر على الأداء العقلي للفرد ، حيث يظهر تشتت الانتباه والنسيان بعض المرضى يكون غيرَ قادرين على تذكُّر أجزاء مهمَّة من الحدث الصادم(فقدان الذاكرة الانفصالي أو التفارقي dissociative amnesia)
تغيُّرات في اليقظة وردود الفعل و السلوك حيث الشعور بالخدر العاطفي أو فقدان المتعة ، ومشاعر الاكتئاب حيث يُظهِرُ المرضى اهتمامًا أقلّ بالأنشطة الحياتية التي كانوا يستمتعون بها سابقًا، مع اضطراب النوم وحدوث الكوابيس أو النوم المتقطع ، أو تغيرات في التفكيروالادراك ويعاني الفرد من مشاعر الذنب وتغلب عليهم المشاعر السلبية ( الغضب ، الخوف ، اليأس، العار) السلوك المتهوِّر مع الحساسية المفرطة للمواقف وضعف السيطرة على ردود أفعالهم، البعض يقوم بالأنشطة الطقوسيَّة والبعض يسيئ استخدام المواد المخدرة أو العقاقير .
التشخيص يشمل ثلاث عناصر أن يكون الفرد قد تعرَّضوا مباشرة أو بشكل غير مباشر لحدث صدمي،
تكون الأَعرَاض موجودة لمدَّة شهر أو أكثر ، مع ضعفً ملحوظًا في الأداء الحياتي ،
العلاج النفسي النفسي يتضمن العلاج الدَّوائي (مضادَّات الاكتئاب – القلق ) وتتعدد المدارس النفسية المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة ، منها العلاج السلوكي بفنية التعرض التدريجي والاسترخاء ، ومنها العلاج المعرفي السلوكي بفنية التحليل الوظيفي للأفكار اللاعقلانية و التثقيف الصحي عن الاضطراب وانماط السلوك الصحي وجودة الحياة .
نحن الان بصدد عرض نوع من التدخلات النفسية الاقتصادية من حيث عدد المعالجين أو/ مقدمي الخدمة العلاجية النفسية وعدد العملاء الذين يحصلوا على الخدمة النفسية حيث تقدم كافة الخدمات جمعي لذا فهو تدخل فعال ومؤثر في حالات الكوارث الطبيعية والإغاثة النفسية داخل المجتمع، (العلاج الداعم / جماعات المساندة ) جماعة المساندة هم الأشخاص الذين يعيشون نفس التجربة " تجارب متشابهة نوعا ما " الأن أو مروا بها سابقًا ، حيث تكون جماعة الدعم فرصة ليتشارك الافراد تجاربهم الشخصية ومشاعرهم وأساليب تعايشهم مع الصدمة في جو من الأمان والسرية ، وفقا لقواعد مهنية علمية مسؤول عنها قائد الجماعة ( طبيب / أخصائي نفسي/ التمريض/ أخصائي اجتماعي) ، تتنوع أشكال مجموعات الدعم فتشمل لقاءات للتحدث وجهًا لوجه، أو الاجتماعات عبر شبكة الإنترنت ، جماعات الدعم تسهم في تحسين فهم طبيعة المرض أو الحدث الصادم وتشكيل وعي جديد عن التجربة الشخصية معه ، تخفيف الشعور بالوحدة ، العزلة الاجتماعية ، وصمة الخضوع لحكم الآخرين ، تقليل الضيق أو الاكتئاب أو القلق أو الإرهاق النفسي ، تمكن الفرد من التحدث بشكل علني وصريح عن المشاعر دون خجل أو مشاعر ذنب ،تحسين المهارات للتأقلم مع الضغوط النفسية والاحداث الصادمة ، الجماعة تسعي بقوتها وتماسك أعضاءها إلى استمرار الشعور بالتحفيز للسيطرة على الحالات المزمنة أو احداث الحياة المؤلمة أو تشجيع الأعضاء على الالتزام بالخطة العلاجية ( النفسية أو الطبية ) اكتساب الشعور بالتمكين ، السيطرة و الأمل ، الحصول على الآراء العملية حول الخيارات العلاجية ، التعرف على الموارد الصحية ، المالية ، الاجتماعية ، تزيد من شبكة العلاقات الاجتماعية الداعمة حول الفرد داخل الجماعة ، تعزز قيم الإنسانية والمشاركة الوجدانية العطوفة وفرصة للاكتشاف نقاط القوة والضعف الذاتية وممارسة تعديل السلوك وتنمية الشخصية الإيجابية .
الدعم النفسي / اضطراب ما بعد الصدمة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف