مدونة نصري بن محمد شلبي


مكتب العلاقات مع المواطن : أي دور بعد الثورة التونسية 2011 ؟

نصري شلبي - الجمهورية التونسية | NASRI CHELBI - TUNISIA


18/10/2022 القراءات: 1158  


#نصري_شلبي
من أهم أهداف الاصلاح الاداري ضرورة تطوير العلاقة بين الادارة والمتعاملين معها وإضفاء مزيد النجاعة والشفافية على دور الادارة في مسيرة التنمية وفي علاقتها بالمواطن. ولتحقيق هذا الهدف، يجب العمل على توفير المناخ الملائم للمبادرة الخاصة بمراجعة التراخيص الادارية وحصرها في حدها الأدنى وتعويضها في أغلب الحالات بكراس شروط يضبط مسبقا واجبات كل من يرغب في مزاولة نشاط مع تحميله مسؤولية الايفاء بتلك الواجبات. كذلك ضرورة تغيير نظرة الادارة الى المواطن بما يتفق وتطور المجتمع وإرساء العلاقة بينهما على الثقة والمسؤولية وبالتالي الاكتفاء بالحد الأدنى من الوثائق للحصول على الخدمات الادارية بل والاقتصار في بعض الحالات على التصريح بالشرف مع تحميل المواطن مسؤوليته في ذلك. كما جاء الأمر عدد 1549 المؤرخ في 26 جويلية 1993 المتعلق بإحداث مكاتب العلاقات مع المواطن بكل وزارة وولاية يرجع بالنظر مباشرة إلى الوزير وإلى الوالي ليتولى مساعدة المواطنين على تجاوز الصعوبات التي قد تعترضهم في تعاملهم مع الادارة وتمكينهم من الحصول على الخدمات الادارية في نطاق ما تنص عليه القوانين والتراتيب الجاري بها العمل. كما يعتبر بعث مكتب العلاقات مع المواطن لبنة جريئة ومناسبة لتقديم أفضل الخدمات الممكنة إلى المواطنين المتعاملين مع الإدارة في شتى المواضيع ومحاولة تقريب المواطن من الإدارة وخلق مصالحة بينهما تعود بالنفع على الجميع. إن مكتب العلاقات مع المواطن بصفته خلية أنشأت لخدمة المواطن تكمن الغاية من وراء إحداثه بالأساس إلى تقديم خدمات مساعدة وإيجاد حلول وإرشاد المواطن حتى يتمكن من تجاوز صعوبات وعراقيل يمكن أن تعترضه في تعامله من الادارة ويقتضي إسداء مثل هذه الخدمات الكفاءة والصبر والشفافية والسرعة والنجاعة. لاحظت من خلال عملي عديد السلبيات: 1- سوء فهم من قبل بعض المواطنين للقوانين والاجراءات والتراتيب المنظمة لعديد القطاعات والميادين وكذلك لدور ومهمة الادارات والمصالح العمومية ولنوعية طبيعة الخدمات التي تقدمها والمطالبة بخدمات ليس في الإمكان تلبيتها. 2- نزعة التوكل والمطالبة والتي استحوذت على بعض العقول. 3- ضرور ة تحسيس المواطنين بكل ما توفر من وسائل العمل على إقناعهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة لقضاء شؤونهم. من الأكيد أنه من الملفات التي يجب أن تبقى مفتوحة على الدوام هو ملف الإصلاح الاداري لان متطلبات الثورة الجديدة والحركية والتنوع والمتغيرات والأنماط الحياتية السائدة حاليا والمستقبلية داخل كل المجتمعات تلزم جميع الأطراف بالتأهب والاستعداد لمجابهة هذه الظروف بكل جدية ووضوح في الرؤية. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا في إطار إدارة متوثبة حية تساير عصرها وتأخذ منه لتعطيه الأنفع والأجدى. ولقد شهدت الادارة التونسية إدخال العديد من الاصلاحات التي ساهمت ولا شك في تحسين الخدمات الادارية وتسهيل التعامل بين المواطن والإدارة وتقريب هذه من ذاك ولقد ترسخ الوعي تقريبا لدى الجميع بأن الادارة العمومية هي اليوم أساس الدولة وقوامها.


إدارة، مواطن، جودة، إصلاح،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع