ماذا في تلك الأكلة؟!
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
07/01/2023 القراءات: 816
هذه مجموعة من الأخبار عن أعلام قضوا من أكلة أكلوها:
***
أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت: 209):
"كان سبب موت أبي عبيدة أن محمد بن القاسم بن سهل النّوشجائى أطعمَه موزًا فمات منه، ثم أتاه أبو العتاهية فقدَّم له موزًا، فقال له: ما هذا يا أبا جعفر! قتلتَ أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلنى به! لقد استحليتَ قتل العلماء.
قال الصّولي: ومات أبو عبيدة سنة تسع ومئتين، وقال غيره: وهو ابن ثلاث وتسعين سنة" .
***
ابن قتيبة (ت: 276):
"أبو محمد بن عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، كان كوفيًا، ومولده بها. وإنما سمي الدينوري؛ لأنه كان قاضي دينور.
وكان فاضلًا في اللغة والنحو والشعر، متفننًا في العلوم.
وله المصنفات المذكورة، والمؤلفات المشهورة.
وذكر ابنُ المنادي عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ أن ابن قتيبة أكل هريسة، وأصاب حرارة، ثم صاح صيحة شديدة، ثم أغمي عليه إلى وقت الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ؛ فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات، وذلك أول ليلة من رجب" .
***
القاضي عبدالوهاب البغدادي (ت: 422):
"لما وصل الى مصر ونيته المغرب، فوُصف له فزهد فيه، وخاطبه ابنا الشيخ أبي محمد ابن أبي زيد، وقد انعقد بينهما وصلة بسبب شرحه لتواليف أبيهما، ووصلاه بمال لم يرضه، واستدعياه للدخول الى المغرب فكتب إليهم:
أنا ذاك الصديق لكن قلبي … عند قرب الديار ليس بقلبِ
ما انتفعنا بقربكم ثم لا لو … م عليكم وإنما الذنب ذنبي
أنا في خطة واسأل ربي … في خلاصي مِن شرها ثم حسبي
توفي بمصر سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، يُقال مِن أكلةٍ اشتهاها. ويُحكى أنه قال: لما أحسّ بالموت بمصر إثر ما اتسع حالُه بها بعد ضيقه بالعراق: لا إلا الله، لما عشنا متنا" .
***
البروي الشافعي (517-567):
"محمد بن محمد أبو منصور الفقيه الشافعي البروي أحد الأئمة المشاهير المشار إليه بالتقدُّم في النظر وعلم الكلام والفقه والوعظ، وكان حلو العبارة فصيحها.
تفقه على الفقيه محمد بن يحيى النيسابوري صاحب المحيط في شرح الوسيط وكان من أكبر أصحابه.
صنف في الخلاف تعليقة جيدة.
والمقترح في المصطلح، وهو مليح في الجدل...
دخل البروي إلى بغداد سنة سبع وستين وخمس مئة، وصادف قبولًا من العام والخاص، وتولى المدرسة البهائية قريبًا من النظامية، ويذكر بها كل يوم عدة دروس، ويحضره الخلق، وله حلقة المناظرة بجامع القصر، ويحضر عنده المدرسون والأعيان، ويظهر عليه من الحركات ما يدل على رغبته في تدريس النظامية، وكان ينشد في أثناء مجلسه مشيرًا إلى موضع التدريس قول أبي الطيب:
بكيتُ يا ربعُ حتى كدتُّ أبكيكا … وجدت بي وبدمعي في مغانيكا
توفي سادس عشر شهر رمضان، وصلى عليه المستضيء يوم الجمعة بقصر الخليفة، ودُفن بباب أبرز من تربة الشيخ أبي اسحاق الشيرازي.
وكان يبالغ في ذم الحنابلة وقال: لو كان لي أمر لوضعتُ عليهم الجزية! فجاءته امرأةٌ في الليل بصحن حلوى قالتْ: أنا أغزلُ وأبيعُه، وقد اشتريتُ هذا الصحن وهو حلالٌ، وأريد أن يأكل الشيخُ منه، فأكله هو وزوجته وولدٌ له صغيرٌ، فأصبحوا موتى" .
***
ابن الصايغ الأندلسي (ت: 533):
"محمد بن باجه. أبو بكر التجيبي الأندلسي السرقسطي المعروف بابن الصايغ الفيلسوف الشاعر المشهور.
لما حضرته الوفاة في شهر رمضان -وكان قد سم في باذنجان بفاس- كان ينشد:
أقول لنفسي حين قابلها الردى … فراغت فرارًا منه يُسرى إلى يُمنى
قفي تحملي بعضَ الذي تكرهينه … فقد طالما اعتدت الفرارَ إلى هنا»
***
القاضي أبو بكر ابن العربي (ت: 543):
قال الأستاذ محمد السليماني: "ذهب النباهي في "المرقبة العليا": 106، إلى أن الإِمام ابن العربي سُمّ. وإلى هذا الرأي ذهب ابن غازي في "الروض الهتون"10. وأصابع الاتهام تتجه بطبيعة الحال إلى المُوحدِين الذين يعرفون عنه تحمسه الشديد للدعوة المرابطية، ودعوته لها في المشرق والمغرب.
كما أن المراكشي ذهب في كتابه "الإعلام": 3/ 100 إلى أن سبب وفاته هو أن بعض رفقائه ممن أظهر أنه يريد القراءة عليه أطعمه سمًا في تمرة، فيقال: إن ابن العربي بعد أن أكلها قال له: أطعمتنا سُمًا في تمرة قتلك الله ببقرة، فنطحته بقرة فقتلته. قلت: ولا شك أن هذه خرافة باردة" .
***
«ابن بوش (ت: 593):
الشيخ، المعمَّر، الرحالة، أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش البغدادي، الأزَجي، الخباز.
قال ابن الدبيثي: كان سماعه صحيحًا، وبورك في عمره، واحتيج إليه، وحدَّث أربعين سنة، ولم يكن عنده علم.
قلت: من سماعه "المسند" كله على ابن الحصين.
مات في ثالث ذي القعدة فجاءة، غص بلقمة، وله بضع وثمانون سنة" .
***
مكي الماكسيني:
"ولما خرج أبو الحرم إلى الشام كره ذلك بنو أتابك زنكى، المستولون على الموصل لكراهتهم فى بيت آل أيوب المستولين على مصر والشام، وخشوا منه أن يستخفّ فينطق بشىء من أمورهم التي يسمعها عنهم عند إقامته عندهم فلما عاد لم يعش إلا أياما قلائل، فيقال: إنهم أسرّوا إليه مأكلًا كان سبب موته، والله أعلم.
وكانت وفاته بالموصل، ودُفن بها" .
***
عبداللطيف بن نصر بن سعيد بن سعد بن محمد بن ناصر ابن الشيخ أبي سعيد الميهني الشيخي (ت: 697):
"شيخ الشيوخ بالبلاد الحلبية ابن الشيخ بهاء الدين، يكنى أبا محمد ... ولد بحمص في سنة تسع وست مئة، واستوطن حلب وحدَّث بها...
توفي في أوائل السنة فجاءة، غصَّ بلقمة" .
***
العالم الصالح الشيخ زين العابدين بن عبدالرؤوف المناوي (ت: 1022):
قال المحبي: "وكانت وفاته صبيحة يوم الثلاثاء رابع ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وألف ولم يمرض بل شكى بعد تناول الطعام، ودخل فراشه إلى الفجر ثم توضأ وصلى فقضى، وصَلى عليه جمع حافل بجامع الأزهر يوم الأربعاء، ودفن بين الوليين العارفين الشيخ أحمد الزاهد والشيخ مدين الأشموني" .
***
الطعام والموت. السم. الغصة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أبي عبيدة: الموز غني بالبوتاسيوم وكثرة الوبتاسيوم تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، فعلى الأرجح أنه تناول شي غني بالبوتاسيوم قبلها والموزة كانت الشعرة الفاصلة إلى أزمة قلبية. *** ابن قتيبة: الهريسة تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول (إذا هي نفسها هريسة اليوم) وذلك أدى إلى انسداد الشرايين أو تصلبها. هذه العملية قد تأخذ سنين ولكن خطرها عالي اذا تُركت بدون علاج خاصة وقت ظهور بعض الأعراض التي تحتاج تدخل فوري. والله أعلم.