مدونة صباح علي سليمان


سرُ حفظ القرآن الكريم دون بقية الكتب السماوية

صباح علي سليمان | . Sabah A. Sulaiman


04/07/2023 القراءات: 437  


حفظ الله تعالى قرآنه الكريم في قوله تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}[ الحجر ] ، وأكدّه في آيات أخرى في قوله تعالى :{ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) }[ البروج] ، وقوله تعالى :{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} [ البقرة] ، وقوله تعالى : {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}[ فصلت ] ،وقوله تعالى :{ مَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}[يونس] .فتجد الله سبحانه وتعالى يؤكد الآية في سورة الحجر بتوكيدات ، وهي: إنَّ ، والضمير المنفصل نحن ،والفعل نزّل ،وتقديم ما حقه التأخير له لحافظون، و الأصل أنَّ الهاء في ( له ) تعود إلى القرآن الكريم ، ومنهم من يرى أنّها تعود لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فجائز أيضا فالقرآن الكريم أُنزل وخُتم على صدره الشريف ، ومنه قوله تعالى :{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)}[ الفرقان ] ، وقوله تعالى :{ الْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) } [ النحل ]. ورغم كل محاولات حرق القرآن وتحريفه من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليهم وسلم إلى يومنا هذا فقد أبى الله تعالى إلّا أنْ يتم نوره ولو كره الكافرون ،فالسرُ يكمن في أنَّ الله تعالى جعل القرآن الكريم ناسخاً وخاتماً لبقية الكتب السماوية . وتجد في العالم مؤسسات تتحدث عن تقارب الأديان علماً أنها شرائع وليست أديان فالدين هو الإسلام ، ولم يصدروا قراراً ينص على عقوبة من يطعن أو يحرق الكتب السماوية ويستهزأ بالأنبياء ، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ هذا الأمر لا يعنيهم فهم يقررون ويفسرون القانون الدولي كما يحلو لهم ؛ ولأنَّهم خسروا كتبهم السماوية عن طريق التحريف، ومحاربتهم لأنبيائهم ، وعدم اتباع سنتهم ، فبدأوا بتصدير أفكارهم عن طريق ضعفاء الإيمان الذين يدعون إلى التحرر وتغيير الجنس وعدم الاعتراف بالكتب السماوية والأنبياء ، واتباع كل رذيلة ، ونسوا وتناسوا أنه لولا حكم الله تعالى العادل في الأرض والسماء لكان حالنا حال البهائم لا نفقه شيئاً في هذه الدنيا ، فعلى المسلمين أنْ يدركوا أن اتباع منهج الله تعالى ورسوله الكريم هو سبيل النجاة ، أمَّا غير المسلمين فعليهم أن يعودوا إلى رشدهم كيلا تتفكك مجتمعاتهم ؛ لأنَّ أساس المجتمع الأسرة الصالحة .


حفظ - القران الكريم - سر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع