عيوب النفس الجزء الثالث**
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
15/11/2023 القراءات: 533
من عيوب النفس الغفلة والتوانى
ومن عيوبها الغفلة والتواني والإصرار والتسويف وتقريب الأمل وتبعيد الأجل
ومداواتها ما سمعت الحسين بن يحيى يقول سمعت جعفر الحلوى يقول سئل الجنيد كيف السبيل إلى الانقطاع إلى الله فقال بتوبة تحل الإصرار وخوف يزيل التسويف ورجاء يبعث على قصد مسالك العمل وذكر الله على اختلاف الأوقات وإهانة النفس بقربها من الأجل وبعدها عن الأمل قيل فبم يصل العبد إلى هذا فقال بقلب مفرد فيه توحيد مجرد
ومن عيوبها رؤيتها الشفقة عليها
ومداواتها رؤية فضل الله عليه في جميع الأحوال يسقط عنه رؤية النفس سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت الواسطي يقول أقرب شئ إلى مقت
الله رؤية النفس وأفعالها
من عيوب النفس الاشتغال بعيوب الناس
ومن عيوبها اشتغالها بعيوب الناس عما بها من عيبها
ومداواتها في الأسفار والانقطاع ومحبة الصالحين والائتمار بأوامرهم وأقل ما فيه إذا لم يعمل في مداواة عيوب نفسه أن يسكت عن عيوب الناس ويعذرهم فيها ويستر عليهم خزاياهم رجاء أن يصلح الله بذلك عيوبه فإن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( من ستر على أخيه المسلم ستر الله عورته ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يفضحه في جوف بيته ) سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت زاذان المداينى يقول رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فستر الله عيوبهم وزالت عنهم تلك العيوب ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب اشتغلوا بعيوب الناس
فصارت لهم عيوب
الاشتغال بتزيين الظاهر
ومن عيوبها الاشتغال بتزيين الظواهر والتخشع من غير خشوع والتعبد من غير حضور
ومداواتها الاشتغال بحفظ الأسرار ليزين أنوار باطنه أفعال ظاهره فيكون مزينا من غير زينة مهيبا من غير تبع عزيزا من غير عشيرة ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( من أصلح سريرته أصلح الله علانيته )
ومن عيوبها طلب العوض على أعمالها
ومداواتها رؤية تقصيره في عمله وقلة إخلاصه فإن الكيس في عمله من أعرض عن طلب الأعراض أدبا وتورعا عنه صرفا عالما بأن الذي قدر له يأتيه دنيا وآخرة وأن الذي عليه لا يخرجه منه الإخلاص
ومن عيوبها فقدان لذة الطاعة وذلك من سقم القلب وخيانة السر
ومداواتها أكل الحلال ومداومة الذكر وخدمة الصالحين والدنو منهم والتضرع إلى الله تعالى في ذلك ليمن على قلبه بالصحة بزوال ظلمات الأسقام
فيجد عند الذكر لذة الطاعة
من عيوب النفس الكسل
ومن عيوبها الكسل وهو ميراث الشبع فإن النفس إذا شبعت قويت فإذا قويت أخذت بحظها وغلبت القلب بوصلها إلى حظها
ومداواتها التجويع فإنها إذا جاعت عدمت حظها وضعفت فغلب عليها القلب فإذا غلب عليها حملها على الطاعة وأسقط عنها الكسل ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس )
طلب الرئاسة بالعلم والتكبر
ومن عيوبها طلب الرئاسة بالعلم والتكبر والافتخار به والمباهاة على أبناء جنسه
ومداواتها رؤية منة الله عليه في أن جعله وعاء لأحكامه ورؤية تقصير شكره من نعمة الله عليه بالعلم والحكمة والتزام التواضع والانكسار والشفقة على الخلق والنصيحة لهم فإنه روى عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال ( من طلب العلم ليباهى به العلماء أو ليمارى به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده في النار ) ولذلك قال بعض السلف من ازداد علما فليزدد خشية فإن الله تعالى يقول ) إنما يخشى الله من عباده العلماء ( وقال رجل للشعبي أيها العالم فقال إنما العالم من يخشى الله
عيوب- النفس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة