زكي رستم وعبقرية الأداء قراءة في الصوت والحركة(2)
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
12/01/2024 القراءات: 529
..................
ولغة التذييل ( لغة تعليق على صورة فعل مضى ) أما لغة التفعيل ؛ فهي لغة التعبير عن ( الالتحام بين الشخصيات بعضها بعضا حول جوهر ما تريده هذه ؛ وتتعارض فيه مع تلك؛ وتتوسل للوصول إليه وتحقيقه بكل ما تملكه من تعبيرات ووسائل وخصائص دقيقة لا تخص سواها "
فجاء الصوت في هذه الحوارات " هواء يتموج بتصادم جسمين، وصوت الإنسان يحدث بتموج الهواء الخارج من الجوف في عملية الزفير. ويشكل الصوت عاملا مهما في إظهار التباين بين الناس كما أنه يحدد نمط الشخصية وصفاتها النفسية والملامح والسمات والطبائع التي تتمتع بها وعمرها في كثير من الأحيان. فللصوت شخصية وروح .
كذلك في الأداء التمثیلي يعد الصوت " هو أهم وسیلة تربط بین الممثل والمتفرج ،لأن العمل الفني عمومآ هو علاقة بین المتفرج والمؤدي لذلك فإن تصمیم الصوت للشخصیات الممثلة ... یكون عن طریق تحلیل الشخصیة وفق الابعاد الثلاثة ،ولأن تصمیم الصوت للشخصیة یساعد المتفرج على فهم الموضوع العام والشخصیة وابعادها النفسیة والجسدیة والاجتماعیة خاصة إن صوت الممثل وجسدة هما من اهم ادواته فى مهنته هذه.
و زكي رستم كان دائمًا يستخدم طبقة " فالباس" من الصوت ، وهو تحدثه أغلظ الأوتار الصوتية ويدعوه الموسيقيون العرب القرار أي العمق ويؤدي من خلاله الممثل شخصيات العظماء والواعظين والشخصيات الخيالية.
في حين كانت تنوع فاتن حمامة بين الألتو، - وهو أرق أصوات الرجال، وأضخم أصوات النساء، ويمكن أن يسمى أيضا (الباس أو الباريتون النسائي)،ومنطقته الحنجرة ويصلح لأدوار الثورة والغضب، وصاحبته تصلح لأدوار العظيمات والواعظات والكبيرات في السن وأدوار الوقار والحشمة-، و السوبرانو، أرق أصوات النساء وأعلاها، وهو سريع حاد، ومنطقته الرأس، وهو صالح لتأدية الغناء، ويعادل التينور لدى الرجال في قدرته على إبراز الشخصيات المختلفة أثناء أداء أدوار الشباب.. كما في نهر الحب، وكما في لن أبكي ابدًا وصراع في الوادي . .
ومن ذلك يمكننا القول " إن للحركة والإيماءة دور ًا كبير في التعبير عن انفعالات وخلجات النفس في مجال [التمثيل]، لذا نجد معظم مخرجي المسرح الحديث خاصة المسرح التجريبي قد أولوا أهمية كبيرة لجسد الممثل، فعندما أراد " مايرهولد " أن يبحث عـن ممثل المستقبل ابتكر منهجه الجديـد المعروف بـ البيوميكانيك، وبدأ يبلور منهجه وفي جسد الممثل، وهو لا يزال يؤثر حتى اليوم في المسرح العالمي، حيث يعتمد على فيزياء الجسد في نظريته حول الجسد وإمكانيته الإبداعية إن تجسد الممثل يشكل لقطة الانطلاق الديناميكية الباقي عناصر العرض، مما يمنح الجسد الأولوية في البث الدلالي وممكنات الصياغة الجمالية والتحول الدلالي فضلا عما يبثه من ارسالات معبرة تستهدف إيصال مكبوتاته السيكولوجية ومعاناته الإنسانية، لذلك جاءت لغة الإيماءة والحركة والإشارة من أجل التعبير عن حالات نفسية من مشاعر وأحاسيس كالفرح والحزن، فمن خلال الإشارة يمكن تمرير الرسالة لتكون بذلك الإشارة والإيماءة دلالة على الحالة النفسية والاجتماعية للفرد، وبذلك تعتبر تعبيرا فنيا يلجاً إليه الفنان المؤدي الذي أصبح يعتمد بدرجة كبيرة على لغة الجسد
هذه بعض النقاط تم رصد حول المبدع زكي رستم ،وما يتمتع به من كريزيما في الأداء الصوتي والحركي، والسيطرة على الموقف .
زكي رستم / وعبقرية الأداء قراءة في الصوت والحركة(2)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع