الإغماء الاجتماعي و فقدان الذاكرة الاجتماعية
سعد رفعت سرحت | Saad Rafaat sarhat
03/01/2023 القراءات: 1200
الإنسان عندما تحاصره الآلام وتخنقه المآسي يؤدي (اللاوعي) دورًا لا يخلو من فهلوة لكي يتجاوز هذا الحصار،إذ يلجأ اللاوعي الى ألاعيب وحِيَل مختلفة،وله في ذلك أساليب ،أو لنقل حِيَل:
١_الإغماء:الإغماء_حسب النفسانيين_ حيلة لاشعورية تجنّب الإنسان الإحساس بآلام الصدمة،فما أن اصطدم الانسان حتى سارع اللاشعور الى الضغط على زر الإطفاء المركزي لكي يخلص صاحبه من هذا الإحساس المرّ أو الموجع.
٢_فقدان الذاكرة:ما قيل عن الإغماء يقال عن فقدان الذاكرة ،مع ملاحظة أن فقدان الذاكرة يحصل عند صدمات و آلام ومنغّصات أشدّ وجعًا ومرارة.
هذا عن الإغماء و فقدان الذاكرة النفسيَينِ اللذين يمكن أستعارتهما عند تفسير عوارض الذاكرة الجمعية و أوجاعها.
لماذا يفقد المجتمع ذاكرته؟.
المجتمع المأزوم ينسى رموزه كما ينسى أعداءه،ينسى صانعي أمجاده مثلما ينسى صانعي هزائمه،ينسى مخلّصيه مثلما ينسى مقيّديه في الأصفاد.و لعل الأفراح لا تختلف عن الأتراح في حسابات اللاشعور الجمعي الذي يمارس رغباته في ضوء معطيات الشعور العام أو الحس المشترك،ولعلّ أم كلثوم كانت تتحدث عن اللاشعور حين قالت:((والزمن بينسّي الحزن وفرح ياما)).
الذاكرة الجمعية قيادها بيد اللاشعور الجمعي،وعندما يُحاصَر المجتمع بالتفاهة، يسارع اللاشعور الجمعي ليمارس حيله على الذاكرة الاجتماعية الى أن يفقده ذاكرته ليخلّصه من منغصات الحصار و آلامه،بغض النظر عمّا إذا كانت المادة الذاكراتية المفقودة المنسيّة مادة سارّة أو كانت مادّة ضارّة،جميلة كانت أم قبيحة،عزيزة كانت أم ذليلة.
على أن الذليل الهابط يبقى أشد تعلقًا بالذاكرة من العزيز السامي.
فقدان الذاكرة الاجتماعية الإغماء الاجتماعي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع