مدونة عبدالحكيم الأنيس


مغربيات (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


30/05/2024 القراءات: 17  


-مكرمة ملكية مغربية في تأليف "فتح الباري" لابن حجر:
قال الحافظ السخاوي في كتابه «الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر» (2/ 699):
«تهادتْ تصانيفَه -رحمه الله- الملوكُ بسؤال علمائهم لهم في ذلك، حتى ورد كتابٌ في سنة ثلاث وثلاثين وثماني مئة من شاه رخ ملك المشرق يستدعي من السلطان الأشرف برسباي هدايا، ومِنْ جملتها كتبٌ في العلم، منها "فتح الباري بشرح البخاري"، فجهز له صاحب الترجمة (ابنُ حجر) ثلاث مجلدات من أوائله، ثم أعاد طلبه في سنة تسع وثلاثين، ولم يتفق أن الكتاب كمل، فأرسل إليه أيضًا قطعة أخرى. وكان ذلك أولًا بعناية العلامة شمس الدين الجزري، ثم في زمن الظاهر جقمق جُهزت له نسخة كاملة.
وكذا وقع لسلطان المغرب أبي فارس عبدالعزيز ‌الحفصي، فإنه -بعناية الإمام المتقن زين الدين عبدالرحمن البرشكي- أرسل يستدعيه، فجهز له ما كمل من الكتاب حينئذ، وهو قدر الثلثين منه، وكان السلطان أبو فارس - بواسطة الشيخ الإمام المذكور يُجهز لكتبة "الشرح" ولجماعةِ مجلسِ الإملاءِ ذهبًا يُفرَّقُ عليهم بحسب مراتبهم، التماسًا للثواب، تقبَّل اللهُ منه ذلك.
وكان سبب ترغيب ملوك الأطراف في تحصيله، اشتهار "مقدمته"، فصار مَنْ يعرفُ فصولَها، يتشوقُ إلى الأصل».
***
-من عبير التشطير:
قال الأخ الأديب الأريب د. وليد فائق الحسيني السامرائي مشطرًا بيتيَّ في "دار الحديث الحسنية":
(وفي دار الحديث جليلُ علمٍ) ... له يسعى ذوو السعي الحثيثِ
إلى أقسامها دأبوا بحرصٍ ... (ففي أقسامِها نورُ الحديثِ)
(نرَى فيها وجوهًا ناضراتٍ) ... ولا عجبٌ فذا نورُ الوريثِ
بميراث النبوةِ قد أضاءتْ ... (تُذكِّرُ بالقديمِ وبالحديثِ)
***
- تراجم المدرِّسين في الدروس الحسنية.
الدروس الحسنية في المغرب دروسٌ سار صيتها في المشرق كما في المغرب، ولا يوجد كتاب يعرف بأولئك العلماء الذين تعاقبوا على إلقاء تلك الدروس، وحبذا أن يتولى باحث نابه ناهض القيام بذلك، وأولى الباحثين بهذا المغاربةُ، وصاحب الدار أدرى بما فيها. وحبذا المبادرة إلى ذلك قبل أن يزداد مر الزمان وتزيد صعوبة الوصول إلى بعض المعلومات اللازمة لذلك المشروع.
***
-موسوعة الدروس الحسنية:
دأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الرباط على نشر الدروس الحسنية في كل رمضان، وهي سنة مستمرة من سنة (1383-1963) إلى الآن (1445-2024) (عدا سنوات كورونا)، وفي هذه الدروس ثروة علمية شرعية ولغوية كبيرة جدًّا، وحبذا أن تُجمع هذه الدروس في موسوعة علمية ورقية والكترونية، ويُعرَّف فيها كذلك بكل صاحب درس. وأذكر نماذج من تلك الدروس:
دروس الشيخ عبدالفتاح أبو غدة:
-الرسول المعلم وأساليبه في التعليم 1387.
-فقه الحرية والمسؤولية في الإسلام 1406.
-أثر العمل الصالح في انفراج الشدائد 1407.
دروس أ. د. محمد يسف:
-الفتح المبين 1388.
-الحس النقدي وأثره في التحصيل العلمي والتأصيل المنهجي 1408.
-ملامح الإنسان السَّوي كما يقدمه النموذجُ القرآني 1410.
-كيف يقيم الإسلام قواعد الأمن والسلام 1416.
-بيعة العقبة الكبرى 1417.
***
-في الطريق إلى مراكش:
الخميس (18) من ذي الحِجة (1444) = (6 /7 / 2023م).
قلتُ في مطار محمد الخامس:
سلامٌ على المَغرب المُشرقِ ... سلام محبٍّ به شيقِ
نعودُ إليه بشوقٍ وتوق ... وأجملُ شيءٍ إذا نلتقي
فقال د. محمد الطبراني:
صدى الشوق مِن مهجة الوامق ... ينادي بصغو: متى نلتقي
ويأتي يكابدُ رغم حدود ... فصلن المغاربَ عن مشرقِ
وقال د. محمد الروكي الفاسي: رد تحية 🌷
ألا فاصدحي غرِّدي زقزقي ... طيورَ المغارب والمشرقِ
وغنّي من الشعر أنشودةً ... وردّي التحية في الأفق
لمَنْ هو في الشعر رائدُه ... أنيسُ الأصائلِ والغسقِ
لمَنْ هو في العلم مصطبحٌ ... ومغتبِقٌ بشذى عبقِ
سلامٌ على الأدبِ المرتقي ... سلامٌ على الشاعرِ المُفلق
فقلت:
كتبتَ وما قلتَهُ بعضُ ما ... بنفسك مِنْ ألقٍ مشرقِ
وأنتَ الفقيهُ وأنتَ الأديبُ ... لك الكلُّ ينصتُ إنْ تنطقِ
فدمْ في سرورٍ لكل محب ... يراك مثالَ الإمام التقي
وقال أ. الطيب بن عبدالله آيت واغوري:
بك المغربُ الحرُّ في ألقِ ... وأنتَ له كالهواء النقي
فأهلًا بهذا الأنيسِ الحكيـ ... ـم الأديبِ الأبيّ الكريمِ التقي
فقلت: حفظك الله أيها الطيب الطاهر.
***
-مجموع العراقي:
من المشروعات العلمية الضرورية المهمة جمع رسائل العلامة المحدث الجليل إدريس العراقي الفاسي.
وللتعريف به أنقل ما كتبه الزركلي في «الأعلام» (1/ 280):
«إدريس بن محمد بن إدريس بن حمدون بن عبد الرحمن، أبو العلاء الشريف الحسيني العراقي (1120 - 1183 هـ = 1708 - 1769 م): عالم بالحديث. من أهل فاس. له كتب، منها (شرح الشمائل - خ) للترمذي، في الخزانة الكتانية، و(شرح إحياء الميت في أحاديث البسملة والحمدلة - خ) رسالة، وكتاب في (نسبه) ذكر فيه حرفة كل واحد من آبائه وبلده ومن كان فيهم من أهل العلم. ذكره ابن سودة، و (فهرسة - خ) كراريس، في الكتانية، و (تكميل مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا - خ) بخطه في الكتانية. وله طرر وتعليقات على هوامش بعض كتب الحديث، لم تجمع» .
وأدعو (مركز روافد) في الرباط برئاسة الأخ الكريم الأستاذ الدكتور عزيز أبو شرع إلى تبنّي هذا المشروع.
***
-معرض صلة المغاربة بالنبي صلى الله عليه وسلم:
هذا معرض فخم زرناه في مبنى الإيسيسكو في الرباط، وطُلب مني كتابة كلمات في سجل التشريفات، فكتبتُ على عجل ما يأتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
سعدنا بزيارة معرض صلة المغاربة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأينا الشواهد الشاهدة والدلائل الدالة على هذه الصلة المتينة: صلة النسب وصلة الحب، صلة الإيمان وصلة الوجدان، وشرفنا بما رأينا، وازددنا حبًّا للمغاربة لحبِّهم سيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، وإنَّ الكلمات تقفُ حيرى عن تأدية المقام حقه من الإعجاب والثناء، فلكل مَنْ أسهم وقدَّم وشاركَ خالصُ الدعاء.
يوم الجمعة 23 من رمضان الأبرك سنة 1444".
***


المغرب. الرحلات. التراث. الدروس الحسنية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع