مدونة الدكتور/ معتز يوسف أحمد أبوعاقلة


بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي

د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة | Dr. Mutaz Yousif Ahmed Abuagla


21/01/2024 القراءات: 144  


بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي
بقلم د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة أ. د. سعاد سيد محجوب
ميز الله الإنسان بالعقل وفضله على سائر مخلوقاته، وكرمه ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ الإسراء/ 70.
نعم الله على عبادة كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أجلها نعمة العقل؛ ولولاه ما عرف الإنسان خالقه، لذا أمره الله بالتدبر والتفكر والتأمل في ملكوته وهو خليفته في الأرض، وعلى الإنسان أن يوظف نعمة العقل ليعرف خالقه ويحقق الغرض الرئيسي من خلقه وهو عبادة الله وإعمار الأرض، ويستثمر ما فيها من هبات ربانية؛ ليحقق ما ينشده من سعادة في حياتيه؛ لذا يسعى ويكدح من أجل حياة كريمة، ومن محاور سعيه واجتهاده محاولاته الكثيرة؛ ليخترع ويبتكر أشياء تساعده في حياته، ويمتد مفعولها إلى البشرية جمعاء، ومنذ بدء الخليقة والإنسان في حالة تطور واكتشاف لكل ما قد يفيده في حياته، وكان ينظر بعين البصيرة ، لذا كان يعمل لحاضره، و يستشرف المستقبل.
في العصر الحديث والعالم يشهد ثورة صناعية فرضت نفسها في شتى محاور الحياة، ومن أعظم ما جاد به العقل البشري في العصر الحديث عصر التقنيات اختراعه للحاسوب ــــ الذكاء الاصطناعي ــــ وهو نتاج العقل البشري؛ الذي وظف علومه ومهاراته، وخبراته في مجال التقنيات، وكان الذكاء الاصطناعي وبرامجه المتنوعة عصارة هذه الخبرات والمهارات؛ وهو طفرة غير مسبوقة في فضاء التقنيات الحديثة، وأحدث نُقله نوعية تركت بصماتها في شتى مناحي الحياة، وذلك من خلال بعض الوظائف التي تقوم بها هذه الآلات الذكية مقارنة بما يؤديه العقل البشري.
يتميز الذكاء الاصطناعي، بالسرعة والدقة في إنجاز أي مهمة تسند إليه، مما يقلل الجهد البشري ويختصر
الوقت، وهكذا استثمر الإنسان إيجابيات الذكاء الاصطناعي، ووظفها ليصبح يده اليمنى، وساعده القوي؛ لينجز
العديد من المهام الصعبة والشاقة.
لكن صَحِب الذكاء الاصطناعي بعض القصور؛ لذا مصطلح العقل الاصطناعي لا ينطبق عليه، لأن العقل من صفات البشر، والذكاء الاصطناعي لا يعقل ، ومن لا يملك العقل لا يعتمد عليه في اتخاذ أي قرار؛ وإمكانياته محدودة، ومهما تعاظمت وتطورت لا يستطيع أن يعلو على مستوى العقل البشري ، وأثبتت التجارب السابقة عدم كفاءته لتقديم معلومات أو خدمات إلا تلك التي غُذي بها بواسطة الإنسان، ونستنتج لا يمكن أن تتفوق الآلة على من صنعها وبرمجها ورفدها بالمعلومات.
الموازنة بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي، غير وارده؛ والقسمة بينها قسمة ضيزى، لأن العقل البشري سبحان من خلقه ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾الأعراف/ 54. وقضى الله في سابق علمه أن يجعل الإنسان خليفته في الأرض، وهيأ عقله للتفكير والتدبر، وتوظيف معطيات الطبيعة لمصلحته، لكن قدرات الذكاء الاصطناعي محدودة، ولا ترقي لقدرات العقل البشري، ومهما طوره العلماء؛ تظل مهاراته محدودة، ولا يجود إلا بما غُذي به، لأنه يعجز عن التمييز بين الصحيح والخطأ، ولا يقدر على التفكير والإبداع بشكل ذاتي، وبالتالي لا يستطيع إتخاذ القرارات أو حل المشاكل.
لكل هذه الأسباب وغيرها لم يُسمَّ بالعقل الاصطناعي
لكن أطلق عليه مصطلح الذكاء الاصطناعي


العقل البشري - الذكاء الاصطناعي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع