طوفان الأقصى: التأثيرات والنتائج على الاحتلال الإسرائيلي
حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin
08/03/2024 القراءات: 144
العملية العسكرية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023م ضد الاحتلال (الإسرائيلي) كانت عملية عسكرية استثنائية تم تسميتها بـــ"طوفان الأقصى". حيث أحدثت هذه العلمية صدمة كبيرة واستغرابًا في كثير من الدول والمؤسسات والمنظمات، نظرًا لتجاوزها التصورات والتوقعات، ولأنها كانت الهجوم الأكثر تأثيرًا وخطورة على الكيان (الإسرائيلي) منذ تأسيسه في سنة 1948م.
تأتي رمزية كلمة "الطوفان" في هذه العملية من الصورة القوية والمدمرة للطوفان، الذي يرمز إلى قوة هائلة لا يمكن إيقافها. كما يعكس استخدام هذا المصطلح التأثير الكبير الذي تسعى المقاومة الفلسطينية إلى تحقيقه في هذه العملية.
وقد تعلمنا من التاريخ أن أيّ طوفان يأتي بعده حياة جديدة، تختلف عن الحياة التي كانت موجودة قبل الطوفان. يحمل الطوفان معه ثقافة جديدة ومعالم جديدة، ومقاييس ذهنية جديدة. عندما نلقي نظرة على التاريخ، نجد أمثلة كثيرة على ذلك، حيث حدث الطوفان في عهد سيدنا نوح ليحمل معه حياة جديدة، وانتهت بعدها حياة الأشخاص الذين لم يكونوا معه في السفينة.
وبالمثل، يمكن اعتبار "طوفان الأقصى" مفهومًا يحمل معه تغييرًا جذريًا في القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني (الإسرائيلي). فبعد هذه العملية العسكرية، شهد المجتمع الدولي بأجمعه تغييرات في الثقافة السياسية والمعتقدات والمقاييس الذهنية تجاه القضية الفلسطينية. حيث شهدنا نهاية فصل وبداية فصل جديد في هذا الصراع، حيث تشكلت تحالفات جديدة، وتغيرت الأولويات والاستراتيجيات الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
إحدى أهم تجليات المهمة في هذه العملية هي تجاوزها لأنظمة الإنذار المبكر والبنية التحتية التي أقامتها (إسرائيل) منذ سنوات بهدف تقليل الخسائر العسكرية والمادية. على الرغم من ذلك، فإن العملية تسببت في تدمير صورة الأمان والقوة التي حاولت (إسرائيل) ترويجها، وأدت إلى زيادة حالات الهجرة العكسية من فلسطين إلى خارجها، مما أضعف أساس قيام الدولة (الإسرائيلية) التي نشأت على عمليات الهجرة إلى فلسطين والاستيطان فيها.
علاوة على ذلك، أحدثت هذه العملية تأثيرات جانبية هامة. فقد حصلت القضية الفلسطينية على دعم عالمي غير مسبوق للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وقد بدأت تظهر معاناة الشعب الفلسطيني بشكل أكبر وأعمق في الوعي العالمي بعد هذه العملية. هذا يعني أن نظرة العالم للقضية الفلسطينية لم تعد كما كانت في الماضي، وأن العملية أحدثت تحولات كبيرة في تصورات العالم بشأن القضية الفلسطينية، وبرزت أهمية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بشكل واضح.
كما إن تأثير هذه العملية امتد حتى إلى أقرب حلفاء (إسرائيل)، مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية أخرى، حيث أدت إلى خسارة كبيرة في التأييد للكيان (الإسرائيلي). لقد لاحظنا تحولًا كبيرًا في تصورات تلك الدول ودعمها (لإسرائيل)، وتأثرت تلك التصورات التي كانت تعتمد على استمرار الاستقرار والأمن في إسرائيل، مما أدى إلى تقويض الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي (لإسرائيل).
وبشكل عام، فإن عملية الطوفان التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023م قد أحدثت تأثيرات كبيرة على المجتمع (الإسرائيلي) والمجتمع الدولي وقدمت صورة جديدة للمسألة الفلسطينية وأعادت إلى الواجهة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وأشعلت نقاشًا عالميًا حول عدالة القضية الفلسطينية. كما أدت إلى تحولات في تصورات الدول والجهات الداعمة (لإسرائيل)، وزادت من تأثير الحركة المقاومة الفلسطينية ودعمها الدولي.
عملية الطوفان - المقاومة الفلسطينية - الاحتلال (الإسرائيلي)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة