مدى صحة قصة المرأة التي بكت على ابنها الذي مات وعمره 300 سنة في زمن نبي الله نوح (عليه السلام)!!؟؟
باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari
04/05/2023 القراءات: 17864
هذه القصة يتم ترديها من قبل الدعاة والوعاظ والكثير الائمة والخطباء وممن قالها الشيخ العريفي في برنامج قوارير، وقد تداولتها بعض المواقع والمنتديات!
رأى نوح عليه السلام إمراه تبكي ، فسألها لماذا تبكين؟
قالت: توفي إبني وهو صغير ، سألها نوح عليه السلام عن عمر ابنها ، قالت: 300 سنة!! لاحظوا 300 سنة وهو صغير ، قال لها نوح بقصد التخفيف عن حزنها: فماذا سوف تفعلين لو عشتي في أمة أعمارهم لا تتجاوز الستين؟ طبعاً يقصد أمتنا ، قالت: أو هنالك من يعيش للستين؟ قال نعم ، قالت: والله لو عشت معهم لجعلتها سجدة واحدة لله.
وفي رواية أخرى:
رأى نوح عليه السلام إمراه تبكي، فسألها لماذا تبكين؟ قالت: يا ويلتي ابكي على وفاة إبني وهو صغير وفي عز شبابه سألها نوح عليه السلام وما هو عمر ابنك ؟ قالت: 300 سنة فقط! قال لها نوح بقصد التخفيف عن حزنها : فماذا سوف تفعلين، لو عشتي في أمة أعمارهم لا تتجاوز الستين عاماً ؟ قالت: أو هنالك من يعيش للستين عاماً فقط ؟ قال: نعم. قالت: وهل هناك منهم من يعصي الله في هذه المدة القصيرة؟ قال: اغلبهم عاصون لله. قالت: وهل يتهافتون على حب الدنيا وهيه مجرد ايام ؟ قال: نعم همهم الوحيد حب الدنيا والقليل من يفكر بالآخرة. قالت: وهل يتجادلون فيما بينهم على امور بسيطة؟ قال: وبل يتقاتلون على أتفه الأمور. قالت: وهل يبنون اكواخ لهم واعمارهم بتلك الفترة القصيرة. قال: بل يعمرون القصور لمئات السنين ثم يتركوها ويرحلوا. قالت: يا وليتي لو كنت بدل تلك الامه لقضيت عمري تحت ضل شجره وبقيت عمري كله ساجده لله.
وقد اعياني البحث التحري والتدقيق عنها واستعنت - بعد استعانتي بالله العلي الزيز- فيما تحت أيدينا من كتب السيرة والأحاديث وأجزاءها وشروحها، وكتب التفاسير، والبرامج الحاسوبية كالمكتبة الشاملة، والشبكة العنكبوتية فلم أجد لها أثراً تؤيد القصة، فالظاهر والله أعلم بأنها قصة غير صحيحة ومختلقة ولا أصل لها؛
فليحذر الناس من نشرها وتداولها.
والملاحظ بأن أغلب الدعاة والوعاظ لا يشترطون الصحة في أغلب أحاديثهم من باب الترغيب والترهيب غفر الله لهم.
والله من وراء القصد.
نبي الله نوح (عليه السلام) ، قصة ، صحة ،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع