مدونة ياسر جابر الجمال


بناء الشخصية في مذكرات السيد حافظ ، (5)

ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal


22/01/2024 القراءات: 455  


الشخصيات:
الشخصية في اللغة مشتقة من الشخص، جماعة شخص الإنسان وغيره، مذكر، والجمع أشخاص وشخوص وشخاص فإنه أثبت الشخص أراد به المرأة، والشخص: سواء الإنسان وغيره تراه من بعيد، تقول : ثلاثة أشخص، وكل شيء رأيت جسمانه، فقد رأيت شخصه، وفي الحديث: "لا شخص أغير من الله"، والشخيص: العظيم الشخص، والأنثى شخيصة، والاسم الشخاصة ،وشخص الرجل بالضم، فهو شخيص، أي جسيم، و َ شخص بالفتح شُخوصا: ارتفع والشُخوص : ضد الهبوط، وشخص السهم، يشخص، شخوصا، فهو شاخص، علا الهدف والشخوص : السير من بلد إلى بلد، وشخص الرجل ببصره عند الموت، يشخص شخوصا :رفعه فلم يطرف مشتق من ذلك الكلمة في الفم، إذ لم يقدر على خفض صوته بها"( ).
و إذا نظرنا إلى الشخصية ، فإنها تعد" من أبرز المكونات الرئيسية التي يقوم عليها العمل السردي و العامل الذي من خلاله يؤهل الرواية إلى النجاح و التميز و الخلود، إذ يتمكن الروائي من اصطفاء شخصياته بكل عناية شديدة و اهتمام زائد بوصفها بؤرة الحدث و نقطة استقطاب له ، فيعتني بتكوينها العام و بمختلف أبعادها الاجتماعية و النفسية و الفيزيولوجية"( )
الشخصيات في المذكرات وذكريات "السيد حافظ "منها رئيسية، وهي التي تقوم عليها سرد المذكرات ، كـ"توفيق الحكيم"، و"نجيب محفوظ"، و"محمد حافظ"، و"محمد مندور"، و"ذكي العشماوي"، و"نعمان عاشور"، وغيرهم الكثير، هؤلاء في مصر وغيرهم الكثير ممن التقى بهم الكاتب في مسيرته الفنية والعملية في الكويت والعراق والإمارات، والأردن، وقبرص، ومنها شخصيات ثانوية، وهذا قليل على مستوى المذكرات جاء ذكرها على سبيل التدليل على موقف معين أو واقعة بعينها.
يقول "السيد حافظ" :" إن مواقف الشاعر الكبير "خالد سعود الزيد " مر عليها حوالي أكثر من 40 عامًا، بعد مرور 30 عامًا وطبقا للقانون الدولي من حق الناس أن تنشر الوثائق، أذكر له عندما كان رئيس لجنة تشجيع المؤلفات المحلية وأنا كنت مقرر اللجنة في المجلس الوطني للثقافة بالكويت أنه قد تم كتابة كلاما سيئا يسيء إلى موهبة "طالب الرفاعي" عن مجموعة القاص الشاب "طالب الرفاعي "، كان وقتها شابًا والآن هو الكاتب الكبير "طالب الرفاعي"، كان النقد قاسيا جدًا من جانب الناقد والذي لن أذكر أسمه منعا للحساسية، كتب أيضًا عن الكاتب "وليد الرجيب" كلاما سيئا في جلستين متتاليتين، في الجلسة الأولي عندما قرأوا البحث قرروا رفض تشجيع الكتاب فرفعت يدي ونظرت للأستاذ "خالد سعود " وقلت له : أنني أعتذر وليس من حقي التحدث فأنا مقرر اللجنة،
إن "طالب الرفاعي" كاتب موهوب وسيكون له شأنًا، اعترض وقتها الدكتور "سليمان العسكري" وقال : لقد تم مراجعة البحث من ناقد كويتي كبير وتم إتخاذ القرار.
فرد عليه "خالد سعود" وقال : يتم تأجيل البت في التقرير عن "طالب الرفاعي" ويحول الكتاب إلى "السيد حافظ".
فقلت له : أنا..!
قال: نعم؛ فأنت كاتب وناقد وأنا أقرأ لك في جريدة (السياسة)، كتبت التقرير بما يرضي الله لأني كنت مؤمن جدًا بـ"طالب الرفاعي" فوافق العظيم: "خالد سعود الزيد" على منحه جائزة وشراء كتب من مؤلفات "طالب الرفاعي" ونفس الشيء حدث مع "وليد الرجيب"( )
إن "السيد حافظ" هنا يؤكد لنا أن "الشخصية هي مجموعة من الصفات الظاهرة على المرء ،و بفضلها يتميز كل شخص عن غيره من الأشخاص، و هذا ما ورد في قاموس السرديات بأنها" كانت له سمات إنسانية و متحرك في أفعال إنسانية"( )
يمكن لنا تحليل مدى تأثير هذه الشخصيات على "السيد حافظ "، فمنها من ومن ذلك يمكن القول إن "السيد حافظ "ينتقي المشاهد والمواقف و يختار منها ما يستطيع أن يحدّد الملمح أو يجسّد الموقف، أو ينشر الإحساس بالجوّ العام لمشهد من المشاهد." ( )


التقنيات الفنية .. الشخصية ، ...


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع