مدونة ياسر جابر الجمال


آليات ومراحل البحث المعرفي.

ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal


10/02/2024 القراءات: 568  


إن قضية البحث العلمي أو الوقوف على معنى دقيق للمراد بذلك يساعدنا مستقبًلا في فهم قضايا متعددة.
ومن ذلك يمكن القول إن البحث العلمي في المقصود اللغوي يُقصد به التنقيب والكشف عن شيء غامض، وهذا الكشف يكون حسب ما يتعلق به، فقد يكون ذلك التنقيب متعلقًا بمعلومة لُغوية أو شرعية أو طبية أو هندسية أو غير ذلك، المهم أن الأمر يتعلق بالتنقيب عن تلك المعلومة في أي مجال، ولعل هذا معنى بسيط في التأسيس اللغوي للبحث العلمي.
أما إذا نظرنا للبحث العلمي من الناحيه الاصطلاحية، فهو يعني أن تبدأ قضية بمعنى مبهم ثم تستطيع الوصول إلى إيضاح هذا المعنى في النهاية، أو السير وفق قواعد وضوابط معينة يمكن من خلالها الوصول إلى المراد في النهاية.
وهذا التأسيس يتلاءم مع كافة الأبحاث العلمية سواءً النظرية أو العلمية.

مراحل البحث العلمي :
للبحث العلمي مراحل متعددة، فتوجد المراحل الأكاديمية، كالماجستير والدكتوراه، والترقية. كما توجد مراحل غير نظامية، وهم الكُتاب خارج الإطار الأكاديمي، وهؤلاء لديهم قدرة على الالتزام بالمناهج العلمية.
وهذا بخلاف الكتابات الإبداعية كالرواية والخواطر، وغيرها التي لا تلتزم بمناهج أو أُطر معينة.
والمراحل الأكاديمية كالآتي:
أولًا: مرحلة الماجستير، وتبدأ بعد الليسانس أو البكالريوس مباشرة، ولها عدة أنظمة من الناحية الشكلية.
- النظام القديم: يمثل سَنة دراسة تمهيدية، يدرس فيها الطالب مقررات لها علاقة بالتخصص الخاص به، كما يتعرف على مناهج البحث العلمي، وكيفية إعداد الأبحاث. ثم بعد ذلك ينتقل إلى مرحلة إعداد المقترح البحثي (البربوزال)، والسنة التمهيدية لا تُضاف إلى الدرجة بل هي سنة إعداد فقط، يتعرف الطالب من خلالها على مناهج البحث العلمي وبعض المقررت العلمية التي تخدم تخصصه.

- نظام الساعات المعتمدة: وهذا يُعد أغلب الأنظمة الحالية، وهو عن جزء دراسي يحسب ضمن درجة الماجستير، وبعده يقوم الطالب بإعداد رسالة لا تتجاوز 150 صفحة مكملة للحصول على الدرجة، وفي هذا النظام يُمنح الباحث الدرجة بعد مناقشة الرسالة دون تقدير، يعني أنه حصل على ماجستير في كذا. وهذا بخلاف النظام القديم الذي يحصل فيه الباحث على درجة الماجستير بتقديرات مختلفة تبدأ من المقبول وتنتهي بالامتياز.
- نظام الدبلومات: وهذا هو المعمول به في كليات الحقوق حيث يدرس الطالب دبلومتين في أي فروع التخصص، ويحصل على شهادة تعادل الماجستير.
أنواع الأبحاث العلمية:
الأبحاث العلمية أربعة أنواع كالتالي:
النوع الأول: الأبحاث الصفِّية.
وهي التي يتقدم بها الطلاب في مرحلة التمهيد أو المراحل الدراسة قبل الماجستير، وهذه الأبحاث تكون صغيرة، بحيث لا تتجاوز عشر صفحات أو نحو ذلك، كذلك تم إقرار نوع من الأبحاث قريبة من ذلك في سنوات الدراسة في مرحلة الماجستير في نظام الساعات المعتمدة، ويكون عليها جزء من درجة الطالب في المادة، وهذه الأبحاث لا يُشترط فيها ذات شروط الأبحاث ذات التخصصية الأعلى.
النوع الثاني: رسالة الماجستير.
وهي رسالة يتقدم بها الطالب بعد انتهاء السنة التمهيدية للماجستير في النظام القديم أو السنة الدراسية في نظام الساعات المعتمدة، وهذه الرسالة يكون لها مواصفات وطريقة محددة من الناحية الأكاديمية بداية من اختيار العنوان حتى مرحلة المناقشة والمنح، وسوف نوضح ذلك بالتفصيل فيما بعد.
النوع الثالث: أطروحة الدكتوراه.
وهي أطروحة (بحث) يتقدم به الباحث للحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم – الإنسانية – الاجتماعية -....إلخ.
وهذه الأطروحة لها شروط ومواصفات من الناحية الشكلية والعلمية، كما أن لها شروطًا في النظام الدراسي القديم تختلف عن نظام الساعات المعتمدة.
وسوف نوضح ذلك بالتفصيل في موضعه.
النوع الرابع : أبحاث الترقية.
وهذا القسم من الأبحاث يتقدم به العاملون في أعضاء هيئة التدريس من أجل الحصول على درجة الأستاذية، وهذه الأبحاث لها مواصفات معينة، وطريقة في المناقشة من لجنة متخصصة في البحث المحدد.
أقسام الأبحاث العلمية:
بداية يوجد قسمان كبيران من الأبحاث العلمية هُما:
القسم الأول: الأبحاث النظرية، وهي الأبحاث التي تعتني بالدراسات النظرية البحتة، كاللغة والأدب، وغيرها من التخصصات النظرية.
القسم الثاني: الأبحاث العملية، وهي التي تعتمد على شق نظري وشق عملي، كما في الأبحاث الطبية وغيرها.
كما يوجد أقسام أخرى كالأبحاث التي تعمد في أجزاء منها على شِقين، شق نظري، وشق إحصائي كما في إدارة الأعمال وغيرها، وتوجد أبحاث تعتمد على الوصفية فقط، وغير ذلك.


آليات ومراحل البحث المعرفي.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع