د. عبدالناصر سعيد البركى


اثار الحرب العالمية الثانية على العالم العربي

د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki


08/04/2023 القراءات: 243  


منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فى عام 1945 م شهدت العالم العربي انقابات على انظمة الحكم ذلك الوقت و حدث استقلالات وطنية و اصبح لكل دولة العربية عيدها الوطنى و انشئت جامعة الدول العربية و شهدت دول العربية تنمية فى مجتمعات كانت الامية نسبتها 98% من عدد السكان و بدا انشاء المدارس و التجمعات العمرانية و اقامة المشروعات الزراعية و الصناعية و الاستثمار فى مجالات اخرى الا ان من حيث النظم السياسية اضحى العالم العرب مابين منظومة عالمية و اتجهت بعد الدول الى الاتحاد السوفيتى التى يمثل الكتلة الشيوعية و دول اخرى تدور فى اتجاه دول الغرب و تمثل الكتلة الراسمالية الولايات المتحدة و اوروبا و مع قيام دول اسرائيل اصبح الوضع معقد و عائق امام الاتحادات السياسية و التنمية العربية المتكاملة بين اقطاره و نجم على ذلك دخول فى حرب من اجل تحرير فلسطين و خسرت الحرب تلك الحروب و رفعت اشعارات القومية العربية و انشئت الاحزاب القومية و الاشتراكية و الليبرالية و تحولت دول عدة الى جمهوريات و اقامة بعض الاتحادات التى كانت شكلية فى جوهرها و لم يتحقق منها الكثير .. بدا السياسية العربية فى تذبذب دوليا و لم تكن هناك رؤية واضحة فى ايجاد حلولا لبعض الازمات و عاش العرب منذ 1945 الى وقتنا الحاضر فى صراعات اقليمية و محلية و عقدت مئات الاجتماعات و انشئت تحالفات اقليمية و ترجعت القضية الفلسطينية الى وراء من مشكلة عربية الى مشكلة فلسطينية ومع التطبيع و انقسامات داخلية فى السياسية العربية ولم تثمر اي نتيجة واقعية فى تحقيق التنمية العربية و ان ارشيف جامعة دول العربية خير ذلك على الاتفاقيات و البروتوكلات فى جميع مجالات الحياة و ان التنسيق العربي ضعف و تمدد القومى نحو الوحدة العربية اصبح من مستحيلات فى ظل تداخلات دولية و صىراعات اقليمية و تجاذبات سياسية لم تنحج فى تحقيق الحلم العربي ..ثم امتدد التيار الاسلامى فى الدول العربية و حصل له انحسار و ضعف نتيجة افكاره غير واضحة و طريقته اخذت العالم العربي فى متاهات المجهول و نهاية الحرب الباردة و اصبح للعالم قطب واحد زدت الطين بلة و اصبح الهيمنة الامريكية مسيطرة ورسم السياسية العرلية فى طريق مسدود امام تطلعاتها و بناء قدراتها الوطنية ..ان بروز الصين و روسيا فى السنوات الاخيرة رسم اتجاه الى تعدد الاقطاب و الذى ربما يشكل مؤشر على اصلاح البيت العربي و بناء خطط استرتيجية تحقق له الامال و التنمية ..ان الاقطار العربية بوضعها الراهن تعيش فى تمايل مع توازنات الدولية و الامر الذى الى اتجاه كل دولة على حدة فى تحقيق مصالحها دون تنسيق لمصلحة الامة العربية...ان العولمة اثرت بشكل كبير على ثقافة العرب و انتهجت محيطات عميقة فى الفكر الحضاري ...وان التنمية و الاستمرارية الوجود تتجه نحو مزيد من التحديات الكبيرة و افتعال الازمات المناطقية تؤدى الى ضعف و الاستكانة الى وضع القطرى...ان التنسبق الكامل و العمل الجاد سوف يتبلو الى استراتيجة قد يكتب لها النجاح يوم ما.


العالم العربي - جامعة الدول العربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع