الكناية و الانحراف الدلالي
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
18/01/2024 القراءات: 503
الكناية لغة: ما يتكلم به الإنسان ويريد غيره. وهي مصدر كَنْيت َأو كَنْوتبكذا ، إذا تركت التصريح به( )، واصطلاحًا:لفظ أُريد به غير معناه الذي و َضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي لعدم وجود قرينة مانعة من إرادته( ).
وتعد الكناية ضرباً من الانحراف الدلالي ، والعدول بالألفاظ عن معناها الظاهر الذي تؤديه بدلالا تها الوضعية إلى المعنى الخفي الذي يراد به الأسلوب .
ولذلك يعرفها عبد القاهر الجرجاني فيقول " أن يريد المتكلم إثبات معنى من المعاني فلا يذكره باللفظ الموضوع له في اللغة ، ولكن يجىء إلى معنى هو تاليه وردفه في الوجود، فيومى به إليه ، ويجعله دليلاً عليه، مثال ذلك هو طويل النجاد ، يريدون طويل القامة ، وكثير رماد القدر يعنون كثير القرى ، وفي المرأة نؤم الضحى ، والمراد أنها مترفة مخدومة لها من يكفيها أمرها ، فقد أردوا في هذا كله كما ترى معنى ، ثم لم يذكروه بلفظه الخاص به ، ولكنهم توصلوا إليه بذكر معنى آخر من شأنه أن يردفه في الوجود( ).
والتعريفات البلاغية لا تبعد قليلاً عن تعريف عبد القاهر الجرجاني ولذلك جاء من تعريفاتهم " أن تذكر لفظة وتفيد بمعناها معنى ثاني هو المقصود " و" أن تذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له "( ) .
ويأتي بعد ذلك المجاز ، وهو يعني استعمال الكلمة في غير معناها الحقيقي ، وهو يقابل الحقيقة ، ولونظرنا إلى تعريفات البلاغيين رأيناها تدور في هذا الفلك ، وهذا المضمار ، فمن هذه التعريفات قولهم " هو ما أريد به غير المعنى الموضوع له في أصل اللغة " ، أو " هو اللفظة الموضوعة في غير موضعها لعلاقة "( )
الكناية و الانحراف الدلالي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع