مدونة فرج مراجع فرج بن موسى


خاطرة عن الأم ... أمي رحلة العطاء

فرج مراجع فرج بن موسى | FARAG MURAJIA FARAG BIN MOUSA


31/12/2023 القراءات: 630   الملف المرفق


:

وحبل الوصال يلْتَئم معها
وكأنِّي نحْلة أُُعْجِبت بزهْرتها

ما عادت السَّعادة تُفارقني
أشبعتني رائحة زنْبقها

في مُقْلتي شغفٌ لا أُوقِفُهُ
وحَبل أحْفظه بالود أُعانِقه

وفي الجنان بوْح لا أسْكتُه
وفي الفؤاد عِشْق أصْحابه وأذْكُرُه

وبين بساتِين الزَّهر أرْقُبُها
فاتنة تُهْديني قُبْلةً وأحْضنُهُا

تطرَّزت كتاتِيبي الميمونة وعلا
كالرِّيح صوتها والمطر أظهر محاسِنها

أجْلس في دواويني ألفُها
فيغْمُرني الحبُّ برفقتها

ولا أُخمِن في سبب عشْرتها
كالنَّجم أسْتنِير بصحْبتها

فالهدب يلمس طيفها
فيرْوي جفْنها الأمل

وتتكلَّم في دقائق الصَّمت
فتتكحل عيني بابتسامتها

ويأنس خاطري بدموع فرحها
فأرى بريق لمعانها

وشدتني شرنقة أفعالها
فتحسّستوا الحرير عند عِناقها

حبيبتي وقرت عيني صبرت
على الألم حين إنجابها

أرايت الطائر يطير بلا جناحين
أو أن السفن بلا قبطان

أو أن الإبر بلا سلك
أو أن الحياة بلا ماء

أو أن الثقلين بلا عقل
أو الحياة بلا طعم

فإن صدَّقت ذلك فأعْلم
سأغيِب يومْا عن البر والوفاء

ها هي اليوم

عضّة الصقيع أعْطبت أُنْملها
فتصدّعت الجراح فأخْفت معالِمها

وصوت طقطقة المفاصل
قلل حركتها فلم تذْبل تعدَّت نكْهتها

واذْكر صنائع المعروف
اغْدقت عليها فزاد حنانها

وتجمَّلت لها أرضها وأشرقت
على الصقيع شمسها

وجذب العطر أحبابها
فتنافس النحل باستقبالها

وتجمعت على رحيق ذكرياتها
فأخفت التجاعيد المكدسة بأوراقها

ووضحت سر قدراتها
فتجلى الشغف عند اقترابها

#بقلم_فرج_بن_موسى


رحلة_العطاء_الأم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع