باحث طه ياسين محمد الزيباري


قصة المعلم مع الصف الثالث

باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari


28/02/2023 القراءات: 2085  


أهدي هذه القصة لكل #مدرس و #معلم. أحد المعلمين يقول :- انتقلت للعمل في مدرسة ابتدائية ... منحني المدير تدريس ( الصف الثالث ) واستدعاني إلى مكتبه ، وقال لي :- سوف أصارحك القول ، لدينا في المدرسة ثلاثة فصول (الصف الثالث) وهذا الموسم الدراسي ، قررنا مع باقي زملائك ، أن نجعل فصلين منهم ، يضمون أحسن التلاميذ ، والصف الثالث ، الذي هو فصلك أنت ، كل تلاميذه ، ميؤوس منهم ، فإن استطعت أن تنتشل منهم ، ثلاثة ، أو أربعة تلاميذ ، فلك كل التقدير .... *وإن لم تستطع ، فلا لوم عليك ، فحتى أولياء أمورهم ، يعرفون ضعف مستواهم .... *يقول صاحبنا :- *دخلت إلى الفصل وسألت كل طالب " ماذا تحب أن تصبح عندما تكبر ؟".. *قال بعضهم ضابطاً ، *وبعضهم قال طبيباً ، *والآخر قال : مهندساً .. *ابتهجت في نفسي كثيراً وقلت : " *الحمد لله أن أحلامهم لم تمت بعد" .. *في اليوم الثاني أعدت توزيع جلوس الطلاب ، *بحسب مهن أحلامهم ، *بحيث يكون الضباط ، *بجانب بعضهم ، *والأطباء بجانب بعضهم ، وكذلك الحال بالنسبة للمهندسين ، وهكذا .. *وكتبت لكل واحد منهم لقبه على كتابه . *الضابط : محمد ..! *الدكتور عبدالله ..! *المهندس : خالد...! *وبدأت أمارس مهنتي ، كمعلم لهؤلاء الطلاب ، وأنا واضع بذهني أنهم كغيرهم من التلاميذ ، وليسوا ضعفاء ، كما يوصفون . *وبالطبع وجدت منهم من يخطئ ، ومن يتكاسل ، ومن لا يكتب الواجب ، الخ ... *وهنا جاء دور العقاب ... ! *ولكن عقابي لهم ، كان مختلفاً تماماً ، فأنا لا أضربهم ، *بل كنت فقط ، أسحب اللقب من المعاقبين ، وبالتالي أسحب منهم أحلامهم، وأجلسهم في مكان خاص بالفصل ، أسميناه "الشارع" مما كان يزعجهم ، ويجعلهم يضاعفون جهودهم ، للرجوع لمكانهم ، ولقبهم المفضل لهم . *وبهذا الشكل ، ارتفع مستوى الطلاب في الصف ، و أخذوا يحلون الواجبات المنزلية ، أولاً بأول ، ويدرسون باجتهادٍ كبير ، وتنافس شريف ، وكنت أشجعهم أحياناً بهدايا ، كل واحد هديته ، تخص مجال حلمه ... *ومع انتهاء الفصل الدراسي الأول ، أحب كل تلاميذي الصف ، والدراسة ، والمدرسة ، والمدرس... *وصرت نادراً ، ما أجلس أحدهم ، في "الشارع "* وبنهاية العام والحمد لله ، فقد تفوق فصلي ، على الفصلين الآخرين ، وبفارق كبير .... *سألني المدير ، وباقي الزملاء المعلمين :- *بالله عليك ، قل لنا ما هي طرق التدريس ، التي غيَرت من هؤلاء التلاميذ ، ورفعت مستواهم ، بشكل خيالي ؟ *فكان ردي :- *طرقي بالتدريس ، وأسلوبي ، لا يختلف عن أساليبكم ، أنا فقط، جعلت كل تلميذ يدافع عن حلمه. أيها المربون الفضلاء ، اجعلوا كل تلميذ يدافع عن حلمه ويصبح فخراً لنا.


مدرس ، معلم ، طلاب ، فصل ، معلمين ، طالب ، حلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع